ما هو سر اتصال جعجع … بالراعي؟
تاريخيا كان الاتفاق شبه شامل وقويا بين بكركي والديمان من جهة وبين حزب القوات اللبنانية برئاسة الدكتور سمير جعجع. وتجلى هذا الامر في التفاهم بين القوات والبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير اللذين قاما بتأييد اتفاق الطائف، على عكس ما اراد الرئيس العماد ميشال عون.
في التاريخ تنتشر معلومات غير دقيقة ان مؤيدين للرئيس العماد ميشال عون والمعارضين لاتفاق الطائف حضروا الى بكركي في احدى الليالي، واعتدوا على البطريرك صفير. وتم توجيه الاتهام للرئيس العماد مشال عون الذي نفى هذا الامر نفيا قاطعا. ولم يقبل توجيه التهمة اليه، وانه لا يمكن ان يقوم باي امر يسيء الى بكركي والى مقام البطريرك الراحل صفير او غيره من البطاركة.
هل وجد رئيس حزب القوات سمير جعجع اعلان البطريرك الراعي انه مع الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، خطرا كبيرا على موقف المعارضة المسيحية التي تلاقت سابقا على مواقف عديدة مع البطريرك الراعي منذ فترة واثناء انتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟ وان القوات والمعارضة المسيحية وجدت ان زيارة البطريرك الراعي الى باريس وابلاغ الرئيس الفرنسي ماكرون انه لا يجب كسر المسيحيين من خلال فرض مرشح الثنائي عليهم الوزير سليمان فرنجية، وهذا وفق معلومات غير مؤكدة بشأن زيارة البطريرك الراعي لباريس، لان الاليزيه اي قصر الرئاسة الفرنسية لم تتراجع عبر مبادرة الموفد الفرنسي لو دريان عن اقتراح انتخاب الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية اللبنانية.
الرئيس العماد ميشال عون عندما شن حربا على حزب القوات اللبنانية وكان الحزب مسلحا، ما كان ليقوم بهذه الحرب لو كان بشير الجميل او ايلي حبيقة رئيسا للقوات، لان ايلي حبيقة عندما قام باختراق جبهة الاشرفية تأخر الرئيس العماد ميشال عون في اعطاء الاوامر لقمع وضرب هذا الاختراق من قبل الرئيس ايلي حبيقة الذي كان قد لجأ الى دمشق واقام قيادته في مدينة زحلة. هنالك خلاف عميق بين الرئيس العماد ميشال عون ورئيس الحزب القوات الدكتور سمير جعجع، لان في عمق الرئيس العماد ميشال عون توجد قناعة عنده هي انه لا يقبل رئاسة سمير جعجع لحزب القوات.
الان وقد اقترح رئيس التيار الوطني الحر اعطاءه اللامركزية الادارية، وبالتالي اللامركزية المالية ولو محددة، اضافة الى الصندوق السيادي، وفي المقابل على ما يقول نواب من التيار الوطني الحر انهم سينتخبون الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وبالتالي يريد رئيس حزب القوات سمير جعجع قطع الطريق على العماد ميشال عون كيلا يسير بقيادة التيار الوطني الى انتخاب الوزير فرنجية، حيث ان قناعة سمير جعجع ان وصول الوزير فرنجية سيؤدي الى اضعاف القوات اللبنانية الى اقصى حد، وسيشكل فرنجية خطرا كبيرا جدا عليه. ولو ان مصالحة حصلت على الصعيد الشخصي بين فرنجية ورئيس حزب القوات في بكركي، لكان هذا الامر لا يتعدى برأي جعجع الطابع الشخصي، وليس الطابع السياسي الكبير. الاتصال الهاتفي بين رئيس حزب القوات والبطريرك الراعي هو بهدف اقناع الراعي بالتراجع عن قبول دعوة الرئيس بري للحوار. وان الموقف المسيحي يجب ان يكون مع انتخابات رئاسية لا تكون متتالية، بل جلسة وتبقى مفتوحة بشكل مستمر حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
يوم الاحد المقبل سيزور البطريرك الراعي منطقة الشوف في الجبل، وسيكون له عظة ربما في قداس الاحد، وسيظهر موقفه: هل اقتنع بوجهة نظر سمير جعجع ام سيبقى مقتنعا بالدعوة للحوار؟ ويوم الاحد المقبل ليس ببعيد.
الديار