الـ Sunset بـ 800 ألف…”يبيعونك الغروب و»صحتين على قلبن»!
مرّ في إحدى نشرات الأخبار تحقيق عن المطاعم التي تستفيد من مشهد غروب الشمس لتقدّم لزبائنها ما بين السادسة والثامنة فرصة مريحة في هذا الصيف المطلّ على الغياب. كأس نبيذ أبيض أو وردي في جلسة من العمر، ولتذهب أفكار العشاق ونظراتهم إلى أبعد من الأفق المتغيّر الألوان. من لا تتحمّل ميزانيته النبيذ فليعقّ كوب بيرة ويتمتّع بالمشهد الساحر مع أو من دون فستق. مدخول إضافي لأصحاب تلك المطاعم والاستراحات والمنتجعات الاستراتيجية و»صحتين على قلبن».
الطلعة على حريصا أو النزلة على البترون وكفرعبيدا والعقيبة والمعاملتين وقت الغروب تمنحك يا دبّ شيئاً من الرومانسية.
أحد أصحاب المطاعم كان وقحاً لدرجة أنه فوتر 800 ألف ليرة تحت مسمّى sunset، يبيعك الغروب، وغداً عندما يتغيّر مزاج السماء، تبيعك مطاعم فقرا منظر النفناف المتساقط على النافذة، بـ900 ألف والقعدة قرب «الشومينيه «بمليون» 22 دولاراً وبعد لا أكلنا ولا شربنا.
وإن «الدنيق» لناظره قريب.
أحد المسترزقين على شاطئ كسرواني استمرأ الفكرة. في النهار يؤجّر كراسي بحر وشماسي وطاولات، وبعد السادسة «يفوتر» 300 ألف إضافية على الراغبين في البقاء لرؤية مغيب الشمس. ويفكر أن يضع بعد الثامنة على المتنزهين أو المتأملين أو الراغبين في تبادل القبل رسم الأمان وتعرفة راحة البال. والليل على شواطئ البوار والعقيبة وطبرجا والمارينا والدورة وصيدا والدامور أجمل من الليل في جزر إيبيزا والجزر العذراء الأميركية وجزر بالي في الشقيقة إندونيسيا.
في بداية الحرب إستهول أحد المهجّرين غلاء الإيجارات في جونيه، فقيل له «نحن من أجّرك أمن» واليوم نحن منبيعك لوناً لازوردياً لن تجد له مثيلاً في العالم بدءاً من 300 ألف بلا ولا شفة قهوة ولا أي شفة وصولاً إلى «المبلغ المرقوم».
نعيش في عصر التحوّلات. من يملك من شعبنا الأبي الصامد المقاوم مرقد عنزة، أو قن دجاج، أو عرزالاً، أو قبواً، أو غرفة تحت الدرج جهّزه بما تيسّر ليكون بيتاً أو بالأحرى مأوى لإخوتنا المغتربين. صار الزغير والكبير يؤجر أقنانه عبر Airbnb، وكم هو رائع المبيت في قن يطل على أحلى مناظر الغروب.
وأخيراً وجدت فرصة الاستثمار من دون رأسمال. أملك الـ Sunset وأملك الـ «قعدة» تحت سنديانة معمرة، وأملك، فوق في العلالي، قرصة برد لا بد منها في أيلول، وأملك أوركسترا «واوية» تتصايح من وادٍ لوادٍ كل غروب… والمكان ذاته صالح للشروق مع وصلة صياح من الديك «مرصبان» وبنصف مليون «بيطلعلك» كاسة سحلب. كل ما علي فعله البدء بإعداد ملطش لعشّاق الطبيعة.
عماد موسى