طرد بوصعب وتأنيب آلان عون… وقصقصة أجنحة أخصام باسيل في التيار: شائعة أم حقيقة؟
لم تؤد سياسة رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل، في إحكام سيطرته على “التيار العوني”، من خلال إقصاء القيادات العونية.. إلا إلى تراجع التيار شعبياً.
استقبال زغرتا
منذ ما قبل الانتخابات النيابية السابقة، واستئناف مرحلة إقصاء القياديين، تتراجع شعبية التيار في جميع الزيارات والاستقبالات الشعبية في المناطق لرئيس التيار ولعمه الجنرال ميشال عون. وكان آخرها يوم أمس في الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية السابق إلى زغرتا، والتي استهلها بوقفة في دارة الوزير السابق بيار رفول. وقد تندر عونيون قدامى على وسائل التواصل الاجتماعي من الوضع الذي وصل إليه التيار، وعدم استقبال “زعيمه الروحي” إلا عشرات الأفراد في زغرتا وتحديداً في مزيارة، بلدة رفول. ويصف عونيون من المنطقة الزيارة بأنها أتت لتؤكد حجم تراجع التيار الذي ظهر في الانتخابات النيابية. بينما في السابق كان الجنرال يتمنى على هيئة قضاء زغرتا في التيار، قبل العام 2010، بعدم تنظيم استقبالات شعبية أو إقامة مهرجانات حاشدة للعونيين، لعدم استفزاز حليفه النائب السابق سليمان فرنجية آنذاك.
شائعات طرد بو صعب
ويبدو أن مسار إقصاء القيادات في التيار ما زال مستمراً، مع ورود تسريبات عن صدور قرار طرد نائب رئيس المجلس النيابي، النائب الياس بو صعب، من التيار. القرار لم يتخذ رسمياً بعد رغم أن البعض سرب بأن القرار صدر رسمياً وينتظر الإعلان، تقول مصادر مطلعة في التيار. وتضيف أن المجلس السياسي في التيار يعقد اجتماعاً غداً الثلاثاء ويفترض أن يتطرق الاجتماع إلى هذه الأمور، ويتبين إذا كان هناك فعلاً قرار بالفصل من عدمه. فما يشاع عن طرد بو صعب وتأنيب وتوجيه إنذار للنائب آلان عون، على خلفية عدم الالتزام بقرار رئيس التيار بالاقتراع لجهاد أزعور في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في المجلس النيابي، ما زال في إطار الشائعات.
هدف التسريبات
ووفق ما يؤكد أكثر من قيادي عوني سابق، اعتاد رئيس التيار على بث هكذا شائعات لهدفين: تبرير طرد الشخص المعني أو لجمه وإعادته إلى بيت الطاعة. وعندما لا ينجح باسيل في تحقيق مبتغاه بلجم خصمه وتحقيق مأربه بإخضاع غريمه، يكون الطرد السبيل الوحيد. وهذا بمعزل عن رغبة باسيل الدفينة في قصقصة أجنحة أخصامه في التيار، التي ما زالت مستمرة منذ تسلمه زمام القيادة، والتي ازدادت بعد الانتخابات النيابية، لإحكام السيطرة على الحزب قبل رحيل الجنرال.
وتضيف المصادر أن إشكالية باسيل مع بو صعب، أن الأخير جاهر في الإعلام أنه اقترع للوزير السابق زياد بارود في جلسة مجلس النواب، فيما قراره كان انتخاب أزعور. فالإشكالية مع بو صعب المتعلقة بالتغريد خارج سرب التيار، بقربه من رئيس مجلس النواب نبيه بري، قديمة. وهي شبيهة بإشكالية العونيين الباسيليين مع النائب إبراهيم كنعان للسبب عينه. فهما متهمان من التياريين بأنهما يخالفان توجهات التيار بتوددهما لرئيس حركة أمل.
تعبيد الطريق لخلافة بو صعب؟
ووفق المصادر، ما زالت قضية بو صعب مجرد شائعات. وقد لا يتخذ أي قرار رسمي به في حال حققت التسريبات مبتغاها، كما حصل مع نواب آخرين، عادوا اصطفوا خلف باسيل. لكن هذا لا ينفي أن باسيل بدأ بتعبيد الطريق لخلافة بو صعب في الانتخابات النيابية المقبلة في المتن. فبعد نجاح باسيل بالتزكية في الانتخابات الداخلية للتيار منذ نحو عشرة أيام، عين رئيس “جمعية الطاقة الوطنية” غسان الخوري نائباً للرئيس، وحل مكان نائبته مي خريش. وفهم العونيون من هذه الخطوة أن باسيل يمهد الطريق لخوري، ابن منطقة المنصورية، ليحل نائباً عن المقعد الأرثوذكسي في المتن في الانتخابات النيابية المقبلة مكان بو صعب.
مصادر مطلعة في التيار تؤكد أن كل هذا الكلام مجرد شائعات. فالخوري عين نائباً للرئيس. وحسب بالنظام الداخلي، لا يحق له الترشح للانتخابات. كما أن مسألة ترشيحه لا تتم بقرار من باسيل، بل يوجد هيئة قضاء وانتخابات وترشح داخل التيار لاختيار المرشحين في الانتخابات النيابية.
في المقابل يؤكد عونيون سابقون أن “الفاخوري يركب إذن الجرة كما يشاء”. ففي الانتخابات النيابية السابقة أسقط باسيل المرشح الذي فاز بالانتخابات الداخلية مارون أبي خليل ورشح للانتخابات النيابية النائب سيزار أبي خليل. فباسيل لا يهتم لمعطيات الأرض وما يمثله الشخص في منطقته. وأبلغ دليل كان طرد النائب زياد أسود من التيار بعد الانتخابات، رغم أن أسود يمسك بقاعدة التيار في قضاء جزين.
وليد حسين- المدن