هل ردّت ايران “الكف” لباريس من بيروت؟

بين زيارتي المنسق الرئاسي الأميركي لأمن الطاقة والبنى التحتية الدولية آموس هوكستين، وفي انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، خلال الايام العشرة المقبلة، حط وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان، ازدحمت الملفات لتبقى العبرة في النتائج، استحوذ الشغور الرئاسي على عنواين الزيارتين الاميركية والايرانية.

تزامنا جاء تسجيل الاختراق النوعي للمبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري محددا سقف الحوار بسبعة ايام كحد أقصى تليها جلسات مفتوحة ومتتالية إلى أن نحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية قال الرئيس بري ليلاقيه نائبه الياس بو صعب من عين التينة بتأكيده ان البعض بدأ يعطي اشارات ايجابية والمبادرة اكثر من ايجابية.

المعارضة لم تتاخر في الرد سلبا، رافعة من سقفها، وفقا لمصادر فيها، رافضة اي ابتزازات او مقايضات او تسويات في ما يخص الانتخابات، داعية الى الذهاب فورا الى مجلس النواب وعقد جلسات مفتوحة، بعدما بلغ “السيل الزبى”، في ظل موجات النزوح السوري المتجددة، والحاجة الملحة لانجاز الاصلاحات الحقيقية ومحاربة التهريب وضبط الحدود، واهمية التقيد بالقرارات الدولية، خصوصا بعد القرار الاخير لمجلس الامن وما اظهره من توازنات جديدة على الساحة الدولية لا تصب في مصلحة لبنان.

وتابعت المصادر سائلة، على ماذا سنتحاور، وما هي النقاط الاساسية التي سيدور حولها الحوار؟ وفي حال لم نصل إلى نتيجة ما الذي سيقوم به الرئيس بري عندها؟ هل يفتح أبواب المجلس لجلسات متتالية؟ كلها أسئلة تحتاج الى أجابات.

وسط هذه الاجواء، ترصد الساحة المحلية مفاعيل للمواقف التي اطلقها وزير الخارجية الايرانية، فبمعزل عما تم التداول به في الاجتماعات المغلقة وخلف الجدران، بدى ثابتا ان التهدئة هي عنوان المرحلة ايرانيا، في الشكل على الاقل ،اذ ان عبد اللهيان ركز امام من التقاهم على تطور العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وانعكاس ذلك على الوضع اللبناني، من جهة، كما انه اصر على رفض استدراج بلاده الى مستنقع التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية وخاصة ملف الشغور في بعبدا، من جهة ثانية، رغم تاكيده على استمرار طهران في دعم محور المقاومة والممانعة في المواجهة الكبرى التي يخوضها في المنطقة، رغم ان اوساطا دبلوماسية في بيروت لم تسقط من الحسابات ان تكون الجمهورية الاسلامية ،وفي اطار مقاربتها الجديدة للملفات في المنطقة، بعد اتفاق بكين،ارادت فتح باب للتفاوض والمقايضة مع خماسي باريس وعبره مع واشنطن ،من باب الاستحقاق الرئاسي اللبناني، كوسيط ومفاوض لا كطرف.

من على المنبر الاعلامي لابو مصطفى، اغدق أموس هوكشتاين نفحة دفعة غير مسبوقة من الإيجابية مشيرا الى أن ميزة انجازه “الترسيمي” هي في أنه سيتم تسوية كل شيء من الآن وصاعدا، ويمكن أن تتحرك الأمور بسلاسة، لاقاه الكلام الهادئ للضيف الايراني، الذي نأى بالاستحقاقات السياسية اللبنانية عن التدخلات الخارجية، لتنضم طهران الى الرياض. فهل يعني ذلك ان الالغام ازيلت من امام لودريان؟ ام ان ايران قد ردت “الكف” لباريس؟ ولماذا تبدو دعوة الرئيس بري إلى الحوار متعثرة؟ وأين تقع مبادرة لودريان، إذا كانت لا تزال موجودة؟

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة