السعودية: لبنان مقابل اليمن؟
مفاوضات الرياض – الدوحة – مسقط – بيروت: لبنان مقابل اليمن؟
تكشف مصادر سياسية لبنانية مطّلعة لـ”أساس” أنّ أربع عواصم عربية باتت محور اتصالات إقليمية ودولية في هذه المرحلة. اتصالات سيكون لها تأثير على الوضع في لبنان والمنطقة في المرحلة المقبلة، وقد تؤدّي إلى نتائج مباشرة على بعض الملفّات، ومنها الملفّ اللبناني، في شهر أيلول الحالي. في كلام نطابق لما تسرّب عن الرئيس نبيه برّي، من أنّ الانتخابات الرئاسية في أيلول.
حسب هذه المصادر، العواصم العربية هي الرياض والدوحة ومسقط وبيروت، وتشرح المصادر تفاصيل ما يجري في هذه العواصم على الشكل التالي:
أوّلاً: في السعودية شكّلت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان محطة مهمّة على صعيد استكمال تطبيق بنود الاتفاق السعودي – الإيراني من خلال إنهاء ملفّ فتح السفارات في البلدين ومتابعة الملفّ اليمني والخطوات العملية لإنهاء الصراع في اليمن وبدء الحوار في الملفّات الأخرى وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وكانت الأجواء إيجابية جدّاً، وإن كان الوصول إلى حلّ سياسي للملفّ اليمني سيكون أهمّ امتحان عمليّ للعلاقة بين البلدين، وإذا تحقّقت خطوات إيجابية في هذا الملفّ فستكون لها انعكاسات إيجابية على ملفّات أخرى، ومنها الملف اللبناني.
بموازاة ذلك تتكثّف الاتصالات الأميركية – السعودية في ملفّ العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني، وهناك بحث في التفاصيل، لكن حتى الآن لم يتمّ التوصّل إلى رؤية مشتركة في هذا المجال.
ثانياً: في سلطنة عمان تجري اتصالات ومفاوضات غير مباشرة بين الأميركيين والإيرانيين بشأن استكمال التفاوض في الملفّ النووي، بعدما نجحت قطر في تحقيق اتفاق أوّلي للإفراج عن المعتقلين في أميركا وإيران وعن الأموال الإيرانية المجمّدة في عدد من الدول التي قد تصل إلى حوالي عشرين مليار دولار، وليست الأجواء بين الإيرانيين والأميركيين مقفلة، فهناك تطوّرات إيجابية، لكن من غير المحسوم إذا كانت ستؤدّي إلى العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
مفاوضات مباشرة في مسقط
في هذا الوقت جرت مفاوضات مباشرة بين مسؤولين أميركيين وسوريين في مسقط، وبلغ عدد الجولات التفاوضية خمس، لكنّها لم تصل إلى نتائج إيجابية وتوقّفت، وقد يكون توتّر الأجواء في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة وتوقُّف التقارب العربي – السوري نتيجة لفشل هذه المفاوضات، وهناك تخوّف من حصول المزيد من التصعيد في الملفّ السوري.
ثالثاً: في بيروت جرت اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين جهات لبنانية وأميركية حول التوتّرات في الجنوب، وجرت عدّة محاولات للوصول إلى صيغة من أجل إزالة الخيم التي أقامها الحزب في منطقة كفرشوبا ووقف الإجراءات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في القسم اللبناني من قرية الغجر. لكنّ الإسرائيليين رفضوا التجاوب مع هذا العرض. وقد تساعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين لبيروت في إعادة الاهتمام بهذا الملفّ، إضافة إلى أهميّة زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التي قد تكون لها علاقة بالتطوّرات في لبنان والمنطقة وتمهّد لعودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
كانت لافتةً دعوة الرئيس نبيه برّي خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لاختطاف الإمام موسى الصدر إلى إجراء حوار يمتدّ أسبوعاً في مجلس النواب وينتهي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
كما نقلت المصادر السياسية اللبنانية معلومات مؤكّدة تفيد أنّ المملكة العربية السعودية ستكون جاهزة لدعم الوصول إلى تسوية في الملفّ اللبناني في حال حصل تقدّم في الملفّ اليمني.
فهل تكون لهذه الحوارات والمفاوضات في هذه العواصم العربية تأثير إيجابي على الملفّ اللبناني في شهر أيلول؟ أم لن تصل إلى نتائج إيجابية وتبقى الأمور معلّقة إلى حين اتّضاح الصورة الإقليمية والدولية.
قاسم قصير- اساس