منتخبُ كرة السلة قويّ آسيوياً ومتواضعٌ عالمياً
إنقسمت آراء الصحافيين والمحللين الرياضيين حول النتائج التي حققها منتخب لبنان بكرة السلة ضمن مجموعته في بطولة العالم المُقامة حالياً في اندونيسيا واليابان والفيليبين، فبعضهم صبّ جام غضبه على هذه المشاركة المخيّبة محمّلاً إتحاد كرة السلة والجهاز الفنّي للمنتخب المسؤولية عن التقصير في تحضيراتهم لهذا الإستحقاق الرياضيّ الدوليّ الكبير، حيث بالغ القيّمون على الإتحاد في إستعراض عضلاتهم والإكثار من طلاتهم الإعلامية في الآونة الأخيرة لقطف ثمار التأهّل الى المونديال، بدل الإستعداد المكثّف له بشكل أكثر جدّية وفاعلية، علّه كان خفّف من وقع الهزائم التي تعرض لها منتخب الأرز في مواجهاته الثلاث الصعبة في جاكرتا.
أما البعض الآخر، وهم بمعظمهم من المقرّبين من إتحاد اللعبة أو الدائرين في فلكه، فيرى بمجرّد وصول لبنان الى نهائيات بطولة العالم إنجازاً تاريخياً يُضاف الى إنجازات التأهّل الى العرس العالمي في الأعوام 2001 و2006 و2010، علماً أنّ منتخبَين فقط تأهلا عن القارة الآسيوية في نسخة إينديانا بوليس هما الصين ولبنان، وأربعة منتخبات في نسخة اليابان هي الصين ولبنان وقطر والبلد المضيف بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة الى 24، في حين أنّ في البطولة الحالية تشارك ثمانية منتخبات آسيوية مع بلوغ عدد المنتخبات المشاركة 32، ويعتبر هؤلاء أنه لولا وجود الإتحاد الحالي لكانت اللعبة تراجعت بشكل كبير وباتت تشبه باقي الألعاب الجماعية في لبنان.
أما من المنظار المنطقي للأمور، وبعيداً من المواقف المُسبقة للمناوئين للإتحاد أو للموالين له، فمن المؤكّد أن منتخب لبنان يحتلّ مركزاً مرموقاً ومشرّفاً على الصعيد القارّي، وهو وصيف بطل آسيا عن جدارة حالياً خلف المنتخب الأسترالي العريق، إلا أنه لا يزال بحاجة الى إجتياز مسافات طويلة ومضنية لبلوغ مستوى المنتخبات العالمية، وهذا الهدف يمكن الوصول إليه عبر طرق وأساليب عدّة فنياً وتقنياً وإدارياً وتنظيمياً، لكن يبقى أبرزها من دون شكّ تواضع المسؤولين في إتحاد كرة السلة لأنّ الكبرياء والغرور هما مقبرة النجاح، علماً أنّ النجاح الذي تحقّق هو ثمرة جهود وتضحيات مشتركة بين الإتحاد والأندية واللاعبين والداعمين في ظلّ الظروف الصعبة المحيطة، وليست حصراً مُلك واحد منهم.
جورج الهاني- نداء الوطن