ما رسائل هوكشتاين وعبد اللهيان لبيروت؟
تنتظر القوى السياسية عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الشهر المقبل، ولعل المعارضة أصبحت أكثر الفرقاء حماسة لعودته بعد كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أول من أمس عن دور سلبي إيراني في لبنان، معتبرة كلامه مؤشراً على تغير في المنهجية الفرنسية تجاه حل الأزمة اللبنانية، وأن فرنسا أصبحت في جو الخماسي الدولي، ولم تعد على موقفها بدعم مرشح “حزب الله”، إلا أن البعض قرأ موقف ماكرون أنه بمثابة استدعاء فرنسي لإيران على طاولة الخماسي الدولي، كونها لاعباً أساسياً في الشأن اللبناني.
ولن يكون لودريان الضيف الديبلوماسي الوحيد الذي سيزور لبنان، فقد أصبح من المؤكد أن الراعي الأميركي لترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل آموس هوكشتاين سيصل إلى بيروت اليوم على أن يلتقي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ظهراً، في وقت أعلنت السفارة الايرانية أن وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان سيصل إلى بيروت اليوم للمشاركة في الذكرى السنوية لاختفاء الامام السيد موسى الصدر، غير أن تقديرات سياسية تعتبر أن عبد اللهيان قادم لاعطاء التعليمات الى “حزب الله”، وهو إما سيطلب منه النزول عن الشجرة، أو المزيد من التصعيد عقب كلام ماكرون.
إلى ذلك، ومع تعيين قطر سفيرها الجديد لدى لبنان، بالتزامن مع أخبار عن زيارة قطرية ديبلوماسية قريباً إلى بيروت، وتزامناً مع وجود السفير السعودي وليد بخاري في الربوع اللبنانية، يمكن الاستنتاج أن أيلول لبنان سيشهد اجتماعاً للخماسي الدولي + إيران في بيروت.
ولكن هذا لا يعني أن على اللبنانيين التفاؤل باقتراب الحل الرئاسي، الذي ترتبط به الحلول لبقية الأزمات، فقد أشارت مصادر سياسية مطلعة لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “زيارة هوكشتاين أساسها الاطمئنان الى حسن سير عملية التنقيب عن الغاز، إن كان عبر طرح لترسيم الحدود البرية، أو لنزع فتيل الخلاف بشأن التجديد لليونيفيل، كون هذين الملفين قد يتسببان بزعزعة الاستقرار في منطقة التنقيب، ما يؤثر على عملية استخراج النفط والغاز، وهذا ما لا تريده أميركا بل إنه أصبح أولوية بالنسبة اليها، وهي ليست مهتمة بالدفع باتجاه الملف الرئاسي في لبنان حتى هذه اللحظة، إلا أنها قد تتحرك لحظة اكتشاف أول بئر نفطي”.