الأسد محاصر بالغارات والتظاهرات والانهيار: هل يرضخ للحل السياسي؟
خرج مطار حلب الدولي عن الخدمة جراء غارة اسرائيلية استهدفته فجر امس. وفي السياق، ذكر مصدر عسكري، في تصريح إلى وكالة “سانا” السورية للأنباء، أنه “حوالي الساعة الرابعة والنصف من فجر هذا اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية، مستهدفاً مطار حلب الدولي”. وتابع: أدى العدوان إلى إلحاق أضرار مادية بمدرج المطار، وخروجه عن الخدمة.
في الموازاة، سجل ريف حلب الغربي والشمالي والشرقي، وريف إدلب الشمالي، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، في الايام الماضية، تظاهرات عدة تحت عنوان “ثورة لكل السوريين”، خرج فيها الآلاف مطالبين بإسقاط النظام، ومعبرين عن دعمهم المُطلق الحراك الشعبي في محافظتي السويداء ودرعا، ضمن مناطق سيطرة النظام السوري جنوب البلاد، ودير الزور ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرق البلاد. وتم رصد خروج 8 نقاط تظاهر في كل من مدن أعزاز ومارع وعفرين والباب وبلدات أخترين وشران والراعي وكلجبرين، ضمن منطقتي “درع الفرات وغصن الزيتون” بريف حلب الشمالي، ومدينة الأتارب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” غربي محافظة حلب، شارك فيها الآلاف من أبناء تلك المناطق، بالإضافة إلى مشاركة كبيرة من النازحين والمهجرين إليها.
وتستمر التظاهرات في السويداء وعموم الجنوب السوري منذ أيام، بسبب تردي الوضع المعيشي وانعدام الأمل بحدوث تغيير في مناطق سيطرة النظام الذي قاد حملة قمع وحشية ضد الثورة، أدت في ما بعد لتفكك البلاد وانهيار اقتصادها وغرقها في حرب أهلية مستمرة حتى يومنا هذا. وشهدت ساحة الكرامة، مركز التظاهرات في مدينة السويداء، الجمعة، إقبالاً غير مسبوق في تاريخ المحافظة مقارنة بسنوات الحرب، للمطالبة بإسقاط النظام، ما يعيد آمال السوريين بتجدد الثورة.
الضغط اذا ، عاد ليشتد على النظام السوري، عسكريا وشعبيا، وهو يتلقى الضربات القوية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. مِن الجو، عبر الغارات الاسرائيلية المستمرة فصولا، وفي “البرّ” ايضا، عبر التحركات التي عادت بقوة الى الشارع، بعد ان باتت الاوضاع الاقتصادية لا تطاق، حيث تنهار العملة ومعها القدرة الشرائية للسوريين في شكل دراماتيكي.
وتأتي هذه التطورات فيما الدول العربية التي اعادت سوريا الى “الجامعة” منذ اشهر قليلة، لا ترى ان النظام يتقيّد في التعهدات التي قطعها لها، بالابتعاد عن النظام الايراني واخراج ميليشياته من اراضيه، وبتسهيل الحل السياسي في البلاد، وباعادة النازحين السوريين الى قراهم، وبالاصلاح الاقتصادي.. بل على العكس، الامر الذي يتهدد عملية “احتضان” النظام من جديد… فهل يُمكن لكل هذه العوامل الضاغطة ان تحرّك المياه الراكدة في المستنقع السوري وتُضعف موقف بشار الاسد لصالح حل سياسي عادل للازمة السورية؟ ام ان حلفاءه في محور الممانعة وبقيادة روسيا، سيعوّمه مجددا؟