سقوط كبير أمام كندا ولاتفيا: منتخب لبنان «يخسر» ميزته الدفاعية
خسارتان ثقيلتان تلقّاهما منتخب لبنان لكرة السلة ضمن منافسات كأس العالم للعبة التي تستضيفها اليابان وإندونيسيا والفيليبين. خسارتان أمام لاتفيا وكندا توالياً أكّدتا المؤكّد، وهو مدى بعد المستوى العربي والآسيوي في «الباسكت» عن القارتين الأوروبية والأميركية، ومدى العمل المطلوب من أجل الاقتراب من أندية ومنتخبات تلك البلدان. لكن لا بدّ من القول إن الصورة كان يجب أن تكون أفضل لمنتخب لبنان وصيف بطولة آسيا الأخيرة، والذي لا شك أنه كان ينبغي أن يتحضّر بشكل أفضل للمونديال…
237 نقطة تلقّتها سلة منتخب لبنان خلال مباراتين ضمن منافسات كأس العالم (خسر من كندا أمس (128 ـ 73) ومن لاتفيا (109 ـ 70) يوم الجمعة). رقم كبير يؤكد أن المنتخب الذي اشتهر خلال السنوات القريبة الماضية بقوته الدفاعية في آسيا، عجز عن فرض أسلوبه أمام المدرستين الأوروبية والأميركية.
لم يكن أحد يطالب لبنان بتحقيق الفوز، ولكن ما كان يهمّ الجمهور اللبناني وعشاق اللعبة، هو أن يظهر المنتخب بصورة المقاتل الذي يرفض الاستسلام بسهولة، ولكن هذا لم يحصل، فتلقّى أكبر خسارة في تاريخ مشاركاته في كأس العالم.
لوم كثير وُضع على اللاعب المجنّس أومري سبيلمان ومن اختاره. سبيلمان لم يقدّم الدعم المطلوب للمنتخب بسبب وزنه الزائد وعدم جهوزيته البدنية، ولكن ليس هذه هي المشكلة الوحيدة بالتأكيد. المنتخب كله لم يقدّم الأداء المطلوب لا فرديّاً ولا جماعيّاً، فبدا واضحاً غياب الانسجام والضياع الدفاعي والهجومي، فكانت الخسارات كبيرة.
وبحسب العديد من المقاربين فإن منتخب لبنان دفع ثمن التحضير «الضعيف» للمونديال، وعدم خوض مباريات وديّة مع منتخبات أوروبيّة وأميركيّة، فدخل إلى النهائيات المونديالية وهو مرتبك، وغير قادر على التعامل مع التكتيك العالي الذي يلعب به المنتخب اللاتفي، كما السرعة والانسجام لدى المنتخب الكندي. التحضير العالي المستوى، ولعب مباريات وديّة مع منتخبات أوروبية قبل كأس العالم كانا من الممكن أن يعطيا نقاطاً إيجابية للاعبين والجهاز الفني، لناحية الاحتكاك والتعرّف إلى الأسلوب التكتيكي للخصوم. وفي هذه النقطة تحديداً يمكن النظر إلى مدى الاستفادة من التحضير الذي حقّقه المنتخب الأردني، الذي لعب مع البرتغال وكندا وليتوانيا… وغيرها من المنتخبات الكبيرة قبل المونديال، ليقدّم أداء رائعاً أمام اليونان في مباراته المونديالية الأولى (خسر الأردن (71 ـ 92) بعد أن كانت النتيجة متقاربة حتى آخر 5 دقائق). وما يجب ذكره، هو الإضافة الهائلة للاعب المجنّس للمنتخب الأردني روندي هوليس جيفرسون صاحب الـ24 نقطة و9 متابعات و3 كرات حاسمة أمام اليونان.
غاب الانسجام بشكل شبه كامل عن تشكيلة المنتخب أمام كندا بالأمس
وبالعودة إلى مباراة الأمس، فقط سجّل لاعبو المنتخب اللبناني 8 من أصل 19 محاولة عن خط الرميات الثلاثية بنسبة 42.1%، مقابل 18 من 30 لكندا بنسبة 60%. وكان الفارق الهائل في التسجيل من المنطقة المتوسطة مع 22 من أصل 43 محاولة للبنان (51%)، مقابل 32 من أصل 40 لكندا (80%).
وبالمجمل بلغت نسبة نجاح لاعبي كندا في التسجيل 71.4% مقابل 48.4% للبنان. ومن الأمور اللافتة هو التقاط لاعبي كندا 36 ريباوند مقابل 18 فقط للبنانيين.
وكان أفضل مسجّل في صفوف المنتخب اللبناني هو عمري سبيلمان مع 16 نقطة، مقابل 15 لكريم زينون و11 لعلي حيدر، بينما اكتفى وائل عرقجي وهايك غيوكوجيان بـ8 لكل منهما، مقابل 9 لسيرجيو الدرويش و4 لأمير سعود و2 لجاد خليل.
من جهة كندا كان أبرز المسجّلين هو آر جي باريت، 17 نقطة، مع 15 لتراي بيل هاينز و13 لميلفين ايجيم و12 لكل من نيكيل ألكسندر وولكر مثله مثل شاي ألكسندر وزاك إيدي…
ومن النقاط التي لا بد من التوقف عندها هي العصبية الزائدة التي بدت على نجم المنتخب وائل عرقجي، الذي لعب 26 دقيقة خلال مباراة الأمس، الأمر الذي أثّر سلباً على انسجام الفريق، كونه المفتاح الرئيسي للعب.
بهذه الخسارة، ثأر المنتخب الكندي لخسارته أمام لبنان قبل 13 عاماً على الأراضي التركية بنتيجة (81-71)، وتأهّل رسمياً إلى الدور الثاني من المونديال، مستفيداً من فوزه على فرنسا يوم الجمعة بنتيجة (95 ـ 65).
وتبقى للبنان مباراة واحدة صعبة أمام فرنسا التي ودّعت البطولة يوم غدٍ الثلاثاء (الساعة 12:45 بتوقيت بيروت)، وهو مطالب بتقديم صورة جيدة، قبل التوجّه لخوض غمار مباريات تحديد المراكز ضمن بطولة العالم.
الاخبار