وإذ يذوق “الحزب” مرارة “النكد الباسيلي”… وناره تكوي الخصوم!

نار “النكد الباسيلي” التي كانت تكوي خصوم عهد الرئيس السابق ميشال عون، والأفكار التي كان يستحضرها صهره النائب جبران باسيل في اللحظات الأخيرة بهدف المماطلة وتطيير التوافق ونسف التفاهم، هي نفسها التي امتدت ألسنتها لتطال حليفه “حزب الله” ما بعد خروج عون من قصر بعبدا، والسبب عقدة الرئاسة وجنون الاستئثار.

السيناريو نفسه الذي استخدمه باسيل مع رئيس الحكومة سعد الحريري عام ٢٠١٩ في جلسات الموازنة، منتظراً انتهاء النقاشات في بنودها ليقدم ما اصطلح على تسميته “ورقة باسيل” بعد 19 جلسة لهدر الوقت وتصعيد المواقف وتطويع المكونات السياسية وابتزازهم… السيناريو نفسه يستخدمه اليوم مع حليفه “حزب الله” في حواره الدائر في الملف الرئاسي ومفاوضاته على اللامركزية الادارية الموسعة والصندوق الائتماني وبناء الدولة.

فما كان يراه “حزب الله” منصتاً من نكد باسيلي ومضيعة للوقت لاستفزاز الرئيس الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقتذاك بالتصويب على وزارة المال، بات الحزب اليوم في مرماه عبر ابتزازه رئاسياً وإضاعة الوقت عبر تشكيل اللجان لدرس طلباته وتراكم الجلسات، فيأتي بعدها باسيل ليضع أفكاره وينسف اتفاق اللجنة المؤلفة بينه وبين الحزب، ويعيد النقاش الى حلقته الأولى، ويهدر بذلك أياماً من العمر العسكري المتبقي لقائد الجيش جوزيف عون، فيتقاعد ويطير اسمه من لائحة المرشحين رئاسياً.

فبعد أن تجاوب الثنائي الشيعي مع طلبات باسيل، واعتبرها عناوين وطنية قابلة للنقاش في مجلس النواب لإشراك الكتل السياسية في إقرارها لما فيها من مصلحة وطنية، وما ان بدأت اللقاءات الثنائية بين “حزب الله” وحركة “أمل” لوضع أطر الحدود المالية في اللامركزية ليفاوض ضمنها الحزب باسيل، حتى بدأت المؤشرات الباسيلية السلبية تظهر تباعاً، بدءاً من تشكيل اللجان التي تحمل في طياتها اللاحل السريع واللاتفاهم القريب، واستكملها باسيل بالهجوم على الرئيس بري، بحرياً من منصة التنقيب في البلوك رقم 9، وسياسياً بالقول: “ما حدا بيفرض علينا رئيس جمهوريّتنا الاّ ما يكون بخيارنا وبقناعتنا”.

لا يريد “حزب الله” نعي الحوار مع التيار، وليس سهلاً في الوقت نفسه الخضوع لإرادته وقبول الخسارة السياسية وكسر مرشحه بضربة من بيت أبيه الاستراتيجي، لذلك يستمر في ايجابيته ويتابع الحوار والتفاوض، إنما للإيجابية حدود، وحكماً لن تصل الى حدود نهاية ولاية عون العسكرية.

الانغلاق الداخلي فتح الباب أمام الحراك الخارجي الذي لم ينقطع يوماً، ولكن وتيرته سترتفع قطرياً، بعد انتهاء الفرنسي من مبادرته المحكومة بالفشل، بحيث إن السفارة بملحقيها تلتقي الكتل السياسية دورياً وتدفع باتجاه التسوية الرئاسية من دون أن يُعرف بعد شكل المبادرة وتصورها وتسويق مرشحها، وما اذا ستكون على شكل مؤتمر وطني في الدوحة أو عمل “عالقطعة” ومباحثات ثنائية تستهدف سياسيين لتحضير أرضية الانتخاب الايجابي.

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة