قسّ لبناني ينزع صفة المسيحية عن … هؤلاء!
التذرّع بالدين لممارسة العنف باسمه، تبدده رسالة الأب روني الجميل الذي أعاد التذكير بموقف البابا فرنسيس الرافض للعنف والإكراه وانتهاك القوانين المدنية، وذلك بعد يومين على اعتداء مجموعة “جنود الرب” على أشخاص مثليي الجنس في بيروت.
والأب روني الجميّل، هو قسّ يسوعيّ، يشغل موقع مدير مركز التراث العربيّ-المسيحيّ للتوثيق والبحث والنشر في كلّيّة العلوم الدينيّة بجامعة القديس يوسف في بيروت. ويتمتع القسّ بشعبية واسعة، وتناقل كثيرون منشور له يوضح موقف الكنيسة المبدئي مما جرى في ما مخايل ليل الاربعاء.
ووصف الجميل مجموعة “جنود الرب” اللبنانية، من دون ان يسميها، بأنها تنشط في أعمال عنف وترهيب المدنيّين والاعتداء عليهم وعلى الممتلكات الخاصّة. وأكد أن الإيمان المسيحيّ لا يمكن أبداً أن يُبَرّر العنف أو الإكراه أَو الترهيب أو انتهاك القوانين المدنيّة. وأضاف: “لا يمكننا بأيّ حال قبول أن يرتبط اسم الله بأعمال عنف أو كراهية”.
وأعلن الجميل تبنيه لكلمات البابا فرنسيس الملهِمة خلال زيارته للقاهرة العام 2017، حين قال: “نقول “لا” بصوت قوي وواضح لأي شكل من أشكال العنف والانتقام والكراهية التي تُرتكب باسم الدين أَو باسم الله”.
ونزع الجميل صفة اللمسيحية عمن يستخدم العنف، آسفاً لأن تكون “قَد تفشّت في كنائسنا وَفي عقول بعض مِن شعبنا رؤية ثيوقراطية تتناقض كُلّ التناقض مع الإنجيل والقيم والسلوكيات المسيحية”.
وقال: “مِن واجبنا جميعاً أن نواجه التآكل المتزايد للعلمانيّة الإيجابيّة في المساحات العامّة اللبنانيّة”، مضيفاً: “لأنّنا لبنانيّون أعضاء في مجتمع متعدِّد الثقافات، أرى أنّه من واجبنا حماية التعايش السلميّ بين جميع الأفراد وتعزيزه. فليس من حقّ مجموعة من النشطاء أن يحدّدوا قواعد الحياة في المساحة العامّة وَأَن يفرضوا رؤيتهم على المجتمع ككلّ”. وشدد على أنَّ المساحة العامّة اللبنانيّة يجب ألا يتحكّم بها مَن يمتلك فائضاً مِن القوّة ويستخدم العنف، بَل يجب أن تدار بموجب القانون الذي ارتضاه اللبنانيّون لتنظيم حياتهم المشتركة في إطار المؤسّسات الوطنيّة”.
ودعا الى وجوب أن تتَخذ القوى الأمنيّة الإجراءات اللازمة “لاستعادة مناخ الثقة والأمان داخل المجتمع اللبنانيّ مما يقطع الطريق أَمام قوى الأمر الواقع بفرض مشروعها”.
المدن