زيارة لودريان للبنان فرصته الأخيرة.. قبل الذهاب نحو بداية جدّية لتسوية متكافئة؟
هل يكون فشل التحرك الفرنسي، أو الإعلان عن عدم نجاح المبادرة الفرنسية، هو الطريق “الاضطراري” للذهاب إلى حلّ للأزمة السياسية اللبنانية؟
أصبح في لبنان قناعة راسخة لدى جهات سياسية متعددة، أنه بلجم التحرك الفرنسي يمكن بعدها البحث عن تسوية جدية. تنطلق وجهة النظر هذه من اعتبار فرنسا طرفاً غير قادر على لعب دور الوسيط، وسط انتقادات كثيرة طاولت الأداء الفرنسي، ختاماً بالرسالة الشهيرة التي تم توزيعها. في المقابل، فإن القوى المعارضة تبحث فيما بينها الإعلان عن انشاء جبهة وإطلاق وثيقة سياسية ستكون متعارضة مع المسار الفرنسي، ورفض مواكبة ما يطرحه الفرنسيون.
الحزب والتيار
بناء عليه، هناك من يعتبر أنه بمجرد فشل المبادرة الفرنسية، سيتم البحث جدياً في كيفية الوصول إلى تسوية سياسية إنطلاقاً من تحركات الدول الأربع الأخرى، التي كانت تشارك في الاجتماعات الخماسية. بانتظار عودة لودريان، تستمر المفاوضات بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، وقد وصلت إلى مراحل تفصيلية بما يتعلق بالصندوق المالي الائتماني. وتشير مصادر متابعة إلى ان الطرفين يضعون مهلة آخر الشهر الحالي للوصول إلى نتيجة بشأن هذه المفاوضات، أي قبل عودة لودريان، ليكون أي تقارب أو تفاهم بينهما عنصراً داعماً لتحركه. في المقابل، تشير المعلومات إلى أن لدى حزب الله وحركة أمل الكثير من الاعتراضات على ما تقدم به باسيل، لجهة تعارض صلاحيات الصندوق السيادي مع صلاحيات وزارة المالية. وهذا جانب من التفاصيل التي يتم البحث بها.
فرصة لودريان الأخيرة
يفترض أن يحلّ لودريان في بيروت بين العاشر والثاني عشر من شهر أيلول. إذ لا معلومات جديدة تشير إلى أنه قد عمل على تأجيل سفره إلى نهاية أيلول، كما جرى التداول في بعض الأوساط. وهنا تقول مصادر متابعة، إن الدول الأربع (السعودية، مصر، قطر والولايات المتحدة) كانت واضحة مع لودريان في أن هذه الزيارة ستكون فرصته الأخيرة. وبالتالي، لن يعطى أي فرصة جديدة. وبحال عدم تحقيق نتائج، فإنه لا بد من إعلان فشل المبادرة الفرنسية، والذهاب باتجاه آخر، من خلال دور تلعبه الدول الأخرى المنخرطة في اللقاء الخماسي، وتكون قادرة على لعب دور الوسيط، لا أن تحسب طرفاً لصالح مرشح في مواجهة المرشحين الآخرين. كذلك، فإن لودريان يتعاطى مع هذه الزيارة بأنها الفرصة الأخيرة. إذ يفترض أن يلتحق في شهر تشرين بعمله في المملكة العربية السعودية كرئيس لهيئة تطوير العلا.
عملياً، كل شيء مجمد لما بعد زيارة لودريان. القوى الداخلية تسعى إلى ترتيب أوراقها. ففي مقابل سعي حزب الله وجبران باسيل للوصول إلى نوع من التفاهم، تسعى قوى المعارضة أيضاً إلى التفاهم على مسار سياسي ورئاسي واضح، على أن يكون كل طرف جاهزاً عندما تحين لحظة التفاوض الجدي.. وسط رهانات لبنانية على أدوار لقوى أخرى بدعم من اللجنة الخماسية، وإنطلاقاً من مضمون بيان اجتماع الدوحة الخماسي، والذي يأتي مكملاً لمواقف سابقة، بدءاً من الموقف الأميركي الفرنسي السعودي المشترك في نيويورك في أيلول 2022، مروراً بالمبادرة الكويتية.
يبقى السؤال الأساسي، إذا ما سيكون تحرك أي جهة خارجية، مشابهاً من حيث الشكل للتحرك الفرنسي، أي تكرار القيام بجولات وزيارات على القوى اللبنانية، أم توجيه دعوات للبنانيين للتوجه إلى إحدى العواصم والبحث في سبيل الوصول إلى اتفاق.
منير الربيع- المدن