“شو بدّو البطوّن”: محتوى مزّور… و”تنصيبة” جديدة؟
“عجقة” المليون خبير… يأكل الوجبة و”نأكل الضرب”
في السياسة خبير. في الاقتصاد خبير. في الصحّة خبير. هذا هو اللبناني الذي يَنُصّ أطروحات بنظرياته وتجاربه حتى أصبح حالة غير قابلة للتفسير… وآخر خبراته الأكل.
يشتهر اللبناني برقيّ ذوقه المطبخي، وشهدت الفترة الماضية ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي بعدد صانعي محتوى الأكل (food bloggers). بين “نصيحة جربوا” وبين “مش ظابطة”، من نُصدّق؟ وهل يستحقّون المتابعة والأخذ برأيهم؟
يجهد كل food bloggers، لإنتاج فكرة خلّاقة أو مفهوم جديد يُميّزه عن غيره من صانعي المحتوى. هناك من راح بفكره بعيداً حتى قرّر نقل المطبخ إلى السيارة كـ”بطّون”، الذي قال في حديث لموقع mtv: “مع “تيك توك” والـ”reels” باتت الأمور أصعب لناحية جذب اهتمام المتابعين والتجديد، لذلك أحاول دائمًا تقديم المحتوى بإبداع وسلاسة شرط أن أحافظ على نفسي وكرامتي وسمعتي”.
هناك من يشتهي من الصورة، وتشدّه الـ”مممم”. يذهب ليتذوّق فيأكل الضرب. يقول”بطّون”: “الصورة والسمعة تُراكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مدى سنوات نتيجة الخط الذي يرسمه صانع المحتوى لنفسه وثقة المتابعين القادرين على التمييز بين من يقول حقيقة ما تذوّقه ومن لا يفعل”.
إلّا أنّ بعض هؤلاء، ورغم معرفته المسبقة بأنّ الإشادة بالأكل مبالغ بها، يُتابعون عدداً من الـfood bloggers لـ”هضمنتن” المتصنّعة بغية الترفيه والضحك. أمّا البعض الآخر، فيُتابع ويترقّب أي جديد ليندهش به. يخبر “بطّون” عن تجاربه في صناعة المحتوى؛ فمن تحضير الطعام داخل السيارة واستخدام الأدوات الكهربائية على أنواعها إلى “قلي” البيض و”المنقل” والمشاوي… وغيرها من الأفكار المجنونة التي على حدّ تعبيره، “تجذب الانتباه من دون أن تُلطّخ سمعة صانع المحتوى”.
لكل شيء سعرٌ، كذلك الـfood bloggers.. ومع الأزمة الاقتصادية باتت صناعة محتوى الأكل بابًا للأموال السهلة… أو حتى الشهرة السريعة. ويلفت “بطّون” إلى أنّ “الأسعار المتعارف عليها تتراوح بين 100 دولار والـ150 دولار، وإلى هؤلاء هناك من يبدأ حديثًا فيكتفي بالحصول على الوجبات مجانًا لتقييمها سعيًّا لكسب المتابعين والشهرة”.
لا ينفي “بطّون” أنّ هناك من يُكثر من “تلميع الجوخ”، فـ”فكرة الـFood bloggers قائمة على مصلحة متبادلة، وأمام الأموال تتغيّر المعادلات”، لكنّه يؤكّد أنّ “جميع صانعي محتوى الأكل يُسوّقون للبنان بطريقة أو بأخرى، وهذا الأمر يُساهم بدعم السياحة وإظهار صورة لبنان الجميلة”.
تحوّلت صفحات الـFood bloggers إلى دليل سياحي ساهم في تنشيط السياحة والاقتصاد، وهذا أمر إيجابي. المهم ألّا يتحوّل الأكل والإجابة على سؤال “شو بدّو البطوّن؟” إلى مادة دسمة للتلاعب بمال الناس وتسميم المتابعين بمحتوى مزّور، لأن لا ينقص اللبناني “تنصيبة” جديدة.
مريم حرب-MTV