هل تتوفر أجواء إيجابية لانتخاب رئيس للجمهورية؟!

في الوقت الذي عجز المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان حتى الآن عن إحداث أي خرق في الملف الرئاسي، بقي الموقف الامريكي على حاله فيما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، وهو عدم إنتخاب رئيس يخدم مصالح إيران، وفي حال انتخب، سيتم حجب المساعدات عن لبنان. يضاف الى ذلك التشدد في الموقف السعودي المعروف، وان كان سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري يؤكد باستمرار أن الانتخابات شأن لبناني، وان الممكلة لا تتدخل في هذا الملف وهي” تريد لبنان أن يكون كما كان واحة للفكر وثقافة الحياة وأن ينعم شعبه بالرخاء والازدهار”.

يرى محللون أن هناك استياءً أميركياً سعودياً من الحراك الفرنسي، في حين أن فرنسا تشكو عدم وجود مواكبة عربية أو إقليمية لحراكها التي من شأنها أن تدفع الافرقاء الى تليين مواقفهم.

و تشير الوقائع إلى أن الملف في أيدي طهران، والرياض وواشنطن, في ظل انعدام التأثير الفرنسي الحقيقي، أو تراجعه، وغياب إرادة وطنية جامعة لاتمام هذا الاستحاق وإنهاء الفراغ المقيت. غير أن الدول المذكورة ليست على عجلة من أمرها، طالما أن السياسيين اللبنانيين غير مستعجلين. ولماذا يطلب منهم مساعدة البلد، في حين ان البرلمان لا يقوم بواجباته، ولا تتم الدعوة إلى عقد جلسات مفتوحة للانتخاب، “قد” تؤدي إلى إيصال المرشح الذي يجسد تطلعات الناس، ولكن هذا ما لن يحدث بالتأكيد.

خفت بريق المبادرة الفرنسية والزيارات المتكررة للودريان، وتراجع منسوب الأمل بعد الرسالة الشهيرة التي وجهها إلى مجموعة من النواب، بينهم رؤساء الكتل وعدد من المستقلّين، والتي اعتبرها البعض مس بالسيادة الوطنية، وتعاطي باستخاف مع نواب “الأمة”.

مع الاشارة إلى أن زيارة لودريان للبنان ربما تكون الأخيرة، كونه سينتقل الخريف المقبل إلى السعودية لاستلام مهمته الجديدة كرئيس لـ “وكالة التنمية الفرنسية” في العلا، المسؤولة عن التعاون مع السعودية لتطوير السياحة والثقافة في هذه المنطقة.

وتطرح في الأوساط السياسية علامات استفهام حول الدور الفرنسي، ومستقبل الحوار الموعود في أيلول، بعد الاحداث الأمنية المتتالية، و بيان المعارضة الرافض للحوار مع حزب الله، والذي يخلو من أي رؤية لمعالجة الأزمات وأولها الفراغ في سدة الرئاسة، الامر الذي سينعكس مزيداً من التداعيات على كافة المستويات.

ختاماً، في ظل رفض الحوار بغياب توافق وضغوط خارجية لتليين المواقف، وغياب أي بديل عنه، لا تتوفر أي أجواء إيجابية موضوعية لانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور، وعدنا الى المربع الأول، والعود أحمد.

الحدث

مقالات ذات صلة