عمرو دياب والتعهّد المهين: الصحافيون والنقاد مجرّد جوقة مطبّلين مش دافعين ثمن التذكرة!؟
أطرف ما قرأته من تعليقات على حفل النجم المصري عمرو دياب هذا الـ «بوست» للفنان (غير الشامل) أندريه جدع: «بعد سهرة الهضبة قرر مطرب يسمي حالو عيون السيمان». وكتب أحد الأصدقاء «إذا كان عمرو هضبة فعبد الوهاب جبال الهيملايا». هذا غيض من فيض التعليقات التي طاولت الحفل البيروتي الباهر الذي شغل الناس عن الهموم الكبرى، وفرّح محبي «سي هضبة» ممن دفعوا غالياً ثمن ساعة رقص وفرح وهيصة. ومن لم يدفع كان في أوج السعادة وتبرّع بخوض هجوم مضاد على «النكدين» الذين لا ينبسطون ولا يريدون للآخرين أن «يفرفشوا».
حكومياً وزير السياحة وليد نصّار احتفى بضيف الصيف واستقبله بحفاوة تليق بإلتون جون أو ما يعادله. منحه درعاً. كانت الغبطة بادية على وجه دياب وهو يتسلم الدرع كما لو أنه حصل على إحدى جوائز الـ»موركس دور».
من جهته تابع وزير البيئة ناصر ياسين تبعات الحفل. وإن دلّت صور عبوات المياه والعصائر الفارغة والشيبس وأكياس البزورات والمقرمشات المرمية في موقع الحدث على شيء، فهي دليل على أن الشعب اللبناني «عييش». نجح ياسين في متابعته ورُفعت نفايات الحشود بانتظار همروجة جديدة. وزير الثقافة محمد وسام المرتضى لم يعلّق على الحدث الفني وما سبقه وما رافقه. منشغل في هذه الفترة في ملاحقة باربي وتأديبها. كل وزير قارب الحفل في نطاق اختصاصه، وزير الداخلية أشرف على الأمن. وزير الإعلام تدخل إثر الجدال بشأن التعهد المهين للصحافيين. «وبعد التواصل مع الجهة المنظمة، تبين بأن التعهد المذكور كان موجهاً إلى الصحافيين الراغبين بالتغطية في كواليس المسرح فقط». قال صاحب المعالي. إذاً الإهانة محدودة ليضيف مبرّداً الأجواء على منصة أكس «بيروت نسمة تنعش الفن العربي، وصحافتها حرة لا توضع عليها قيود إلّا التي تفرضها أخلاقيات المهنة».
يفهم من كلام الوزير أن النجم المصري جاء إلينا، إنتعش وغادر، من دون إقحام نفسه في مثل هذه الأمور التنظيمية وأن التعهد الذي أغضب الصِحافيين أسيء تفسير دوافعه.
وينبغي أولاً، لفت معاليه إلى أن دياب و Rodge والشركة اللبنانية المنظمة Velvet productionz معنيون جميعهم بالتعهد/المسخرة.
ثانياً، إن منع تصوير او نشر مقتطفات من الحفل «الأسطوري» حق للجهات الثلاث، لكن أن يطلب من الصحافي عدم «كتابة أي مقال أو منشور من شأنه الإساءة لقيمة هذا الحفل أو لشخصية الفنان عمرو دياب…» فذلك أمر مهين أغفله الوزير تماماً.
ثالثاً، عادة يوقع العاملون في أي مؤسسة تلفزيونية تعهدات تلزمهم بعدم تسريب أي معلومة تتعلق ببعض البرامج، وقد وقّعت شخصياً على مثل هذه التعهدات، لكن ما طُلب من الزملاء، يعني أقلّه استخفافاً بأقلامهم وأذواقهم وثقافتهم. الصحافيون والنقاد، بحسب واضعي كتاب التعهّد، مجرّد جوقة مطبّلين ومصفّقين ومش دافعين ثمن تذكرة الحفل!
عماد موسى