مماطلة فرنسية بانتظار نضوج “الطبخة” وبيع باسيل الرئاسة لحليفه الأصفر!
بات واضحاً أن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان سيؤجل زيارته حتى نهاية أيلول بعد أن كانت متوقعة في أوله، وذلك بسبب موقف قوى المعارضة الرافضة لأي نوع من الحوار مع فريق الممانعة، ومطالبتها بأن يكون الاحتكام إلى الدستور عبر جلسات نيابية متتالية، فيما الديبلوماسي الفرنسي لا يفكر بعقلية احترام النصوص، بل بمصالح الأم الحنون، بدءاً من مرفأ بيروت وتلزيمات شركات فرنسية، والغوص في الغاز في البحر الجنوبي مع شركة “توتال”، وحتى مطار الشهيد رفيق الحريري الذي ينطلق منه المبعوث الفرنسي إلى مصالح باريس وطهران المشتركة، وعند المصالح تسقط سيادة الدول ودساتيرها، وتصبح الكلمة للعملة الخضراء.
يبدو أن الحل لينجح حوار لودريان هو أن يكون على طريقة مفاوضات الجيش اللبناني مع العدو الاسرائيلي في الناقورة، حيث يكون كل وفد في غرفة منفصلة ويجول أعضاء “اليونيفيل” بين الغرفتين ينقلون المطالب والردود. هكذا رأى أحد النواب الطريقة لينجح حوار لودريان، لافتاً إلى أن “لودريان اذا جمع الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر على طاولة وتحاور معهما وحدهما، ثم جمع المعارضة على طاولة وتحاور معها، تصبح العملية أسهل بحيث يمكنه جوجلة خلاصة الأفكار، ويطرح الحلول”.
في المقابل، رأت مصادر سياسية معارضة أن من الواضح تضييع فرنسا للوقت، حتى تستوي “الطبخة” بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، والتي سيقوم جبران باسيل بموجبها ببيع الرئاسة لحليفه الأصفر، مقابل تقديمات تبدأ من الصندوق السيادي ولا تنتهي بإبقاء مغارة الطاقة تحت السطوة البرتقالية، وهذا يعني أن الحزب سيشتري الرئاسة من كيس اللبنانيين بإطلاق يد حليفه البرتقالي في الدولة، وتسليمه مراكز قرار أساسية، والخوف أن يكون إحداها حاكمية المصرف المركزي.
أما عن مواقف المعارضة، فعلى الأرجح ستبقى خارج الحكم، إذ انه في حال تم الاتفاق سيأخذ الرئيس أقله 6 أشهر لتكليف رئيس حكومة وتشكيلها، وعندها تبقى سنة ونصف السنة تقريباً للانتخابات النيابية المقبلة، وهي ستقرّش معارضتها شعبياً في انتخابات 2026، وحينها تبدأ المواجهة الحقيقية.
لبنان الكبير