الصحف اللبنانية غطت خبر حفلة فيروز في مهرجانات بيت الدين 2003 من دون صور…فكيف تصرفت فيروز؟

لا يبدّد البيان الذي اصدرته الشركة المنظمة لحفلة المغني المصري عمرو دياب، الموقف المبدئي للصحافيين لجهة رفضهم الطلب منهم توقيع تعهّد حول التغطية، ويمثل مكابرة على الخطأ، ويعيد الى الأذهان تصرف المطربة الكبيرة فيروز التي أخطأت الجهة التنظيمية مع الصحافة في احدى حفلاتها، فقررت هي توضيح المسألة وتكريمهم.

في العام 2003، كانت فيروز تحيي حفلتين في مهرجانات بيت الدين. قررت الجهة المنظمة للاعلام أن تحصر التصوير بمصور واحد، يوزّع الصور على سائر وسائل الاعلام.

يومها اعترض المصورون، واتخذت النقابة موقفاً بمقاطعة الحفل. قالت النقابة يومها في بيان: “قررنا مكرهين مقاطعة تصوير الحفلة الا اذا تم السماح للمصورين بالتقاط الصور في بداية الحفل ولمدة 5 دقائق، وسيراعي المصورون كل الاجراءات التقنية اللازمة من عدم استعمال الفلاش والاضاءة”. ودعت النقابة جميع المصورين الى الالتزام بقرارها، وهو مقاطعة هذه الحفلة وأي حفلة لا تقدم تسهيلات للمصورين.

بالفعل تمت المقاطعة، ونُشر خبر فيروز في اليوم التالي في الصحف اللبنانية بلا صور، رغم أن الصور وصلت من مصور الحفلة الوحيد الى الصحف، ما اضطر فيروز للقيام بتحرك، حيث دعت نقابة المصورين والصحافيين الى منزلها، وقدمت اعتذاراً عما حدث، وأوضحت الالتباس بخصوص قرار الاعلام، وانتهت المسألة عند هذا الحدّ.

لم تكابر فيروز، ولم تدافع عن القرار الذي رأى المصورون وقتها أنه ناتج عن “مزاجية خاصة يمارسها مسؤولو الاعلام”، مما تسبب باعاقة عمل المصورين والحد من حريتهم المهنية. أما اليوم، فإن مكابرة منظمي حفلة عمرو دياب، تتمثل في البيان الذي صدر عقب الحفلة.

قالت الشركة المنظمة في البيان: “تبين أن التعهد المذكور كان موجهاً إلى الصحافيين الراغبين بالتغطية في كواليس المسرح فقط”، مضيفاً: “بيروت نسمة تنعش الفن العربي، وصحافتها حرة لا توضع عليها قيود الا التي تفرضها اخلاقيات المهنة”.

وأكدت الشركة أن تلك الشروط “تتعلق بأمور تنظيمية بحتة لا تخص الفنان الكبير ولم يفرضها أو يطالب بوضعها”، وتابعت أن الشركة “تؤكد تقدير واحترام الفنان عمرو دياب للصحافة والإعلام وهو العهد الذي سار عليه طوال تاريخه الفني المشرف باعتبارهم شريكاً وداعماً له في هذا المشوار الفني”.

في البيان، تؤكد الشركة أن هناك تعهداً كان قائماً، ولو أنه يقتصر على أشخاص دون آخرين، حسب مهمتهم، وهو أمر في المبدأ يمثل سابقة في تاريخ لبنان. لم يعترض الصحافيون على الحفلة أو على دياب، وهم يؤكدون حاجة بيروت للفرح، ويقدرون فن دياب وتجربته الموسيقية، وهو على أي حالة، من أبرز الفنانين العرب الذين عملوا على تجديد الموسيقى في العالم العربي.

كان الاعتراض على التعهّد فقط، وهو ما دفع صحافيين اثنين لرفض الدعوة بالكامل، بعدما تلقوا في “واتسآب” نسخة من التعهد، فيما يقول بعض المنظمين إن 15 صحافياً حضروا ولم يوقعوا التعهّد.

المدن

مقالات ذات صلة