من اجل ٧ سنت على رسم “الواتساب” اشتعل الشارع… أين هم “ثوار 17 تشرين “؟
في العام 2019 اشعل قرار الحكومة بزيادة ٧ سنت على الواتساب شرارة سميت وقتذاك “بثورة ١٧” تشرين.
لم يكن هذا القرار الدافع الوحيد لانطلاق تحرك شعبي واسع، بل كان بعدما تراكمت الاسباب والازمات على رؤوس اللبنانيين الذين عانوا ويعانون لسنين طويلة من الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري نتيجة الفساد المستشري في الدولة اللبنانية.
لكن الغريب والمستغرب ان هذا الشعب الذي اشعل الساحات في ١٧ تشرين لم يتحرك بالرغم من ان هذه الازمات تتفاقم والوضع الاقتصادي والمعيشي يزداد سوءاً والسلطة تستمر في ذبح اللبنانيين بقرارات عشوائية تزيد الفقراء فقراً، من رفع الدولار الجمركي الى رفع تعرفة الكهرباء والاتصالات الى زيادة سبعة اضعاف على الانترنت .
في هذا الاطار رأى الناشط السياسي واحد العناصر الفاعلة في تحرك١٧ تشرين سمير سكاف في حديث للديار” ان ال ٧ سنت على الواتساب كانت السبب المباشر الذي ادى الى أن “يفيض الكوب” و لم تكن هي السبب الوحيد لنزول الناس الى الشارع، بل كانت هناك حملات سبقتها مذكراً بازمة النفايات قبل سنوات من الثورة حيث نزل الناس الى الشارع بشكل كبير وحصل اقفال للساحات والطرقات .”
وتحدث سكاف عن الغضب الشعبي نتيجة هريان الدولة الذي كان يأخد في كل مرة صورة مختلفة، مؤكداً على ان موضوع الاتصالات موضوع مهم حرك الشارع .
ويقول سكاف “نظمنا حركات اعتراضية في الشارع واقتحمنا وزارات وقطعنا طرقات وأقمنا الخيم وحاولنا ان نقوم بعصيان مدني ونجحنا في اسقاط حكومتين بطريقة مباشرة او غير مباشرة و نجحنا في منع السياسيين من ارتياد الاماكن العامة، وفتحنا الاعين على الكثير من المشاكل كتهريب الاموال الى خارج لبنان والفساد وموضوع المساءلة فضلاً عن المطالبة بتنفيذ اتفاق الطائف والخروج من الطائفية والمذهبية والذهاب الى المواطنة والمطالبة بعدم وجود سلاح غير سلاح الجبش اللبناني” .
وذكّر سكاف “عندما ارتفع سعر صرف الدولار الى ١٥ الف ليرة اتخذ اتحاد ساحات الثورة قرارا باقفال كل طرقات لبنان، لكن بعد تحميلنا مسؤولية تداعيات اقفال الطرقات خرجنا من الشارع بعدما تعرضنا لحرق للخيم التي اقمناها”.
وعن العناصر والعوامل التي ادت الى عدم نزول الناس الى الشارع اشار سكاف “الى أزمة جائحة كورونا وتخوف الناس من التجمعات اضافةً الى الازمات المالية حيث (افتقر) الشعب اللبناني وازمة البنزين والتنقلات التي منعت اللبنانيين من القدرة على التنقل “.
ووفق سكاف “الطعنة الكبرى لتحرك ١٧ تشرين كانت من المجتمع الدولي بعكس ما تصرف مع حركة ١٤ اذار الذي تجاوب معها واخرج السوريين من لبنان، لكن المجتمع الدولي لم يتجاوب معنا حيث كان هناك شعور بان هذا المجتمع الدولي لم يكن جاهزاً لحصول تغيير في لبنان وان يصبح لبنان دولة ديموقراطية بالكامل و دولة مدنية متطورة”.
وفي موضوع الانتخابات النيابية الماضية اعترف سكاف بخطأ عدم الدخول الى هذه الانتخابات بلوائح موحدة وذلك بسبب درجة الأنانية العالية جداً لدى الكثير من اركان الثورة” لافتا الى “انهم حصلوا على ٤٧٢ الف صوت وهذا ينفي فكرة سيطرة الاحزاب “.
واذ اعتبر سكاف يوم ١٥ ايار من العام ٢٠٢٢ كان اليوم الذي انتهت فيه الموجة الثورية الاولى اعطينا فرصة للعمل النيابي، لكن للأسف العمل النيابي خذل الناس وهذا الامر أدى الى تراجع الثقة من قبل الناس خصوصاً بنواب التغيير. وقال “نحن اليوم بانتطار موجة ثانية من الثورة لكن حالياً لا رغبة للناس بالنزول الى الشارع لأن لديهم مشكلة مالية ويعيشون في حالة يأس”.
أميمة شمس الدين- الطيار