التيار: ميرنا الشالوحي انجزت المطلوب وقامت بما عليها… والقرار لحارة حريك!
فيما يبني المتفائلون نظرياتهم على المشهد الايجابي في جدة، يصر المتشائمون على ان الصورة الداخلية تختلف تماما عن كل ما يجري ويظهر على الساحة الاقليمية من تقاربات واتفاقات، خصوصا ان مسار الامور يتجه نحو مزيد من الصدام والمواجهة، وهو ما بينته ردود الفعل على رسالة الموفد الفرنسي، التي اعادت فرز المشهد السياسي ورسمت خطوطا جديدة، يختلط فيها السياسي بالامني بالاقتصادي-الاجتماعي، حيث تلويح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالاعتكاف لا يعود تفصيلا، كذلك الحراك داخل المخيمات الفلسطينية، الذي حاول البعض ربطه بالعملية التي نفذها امن حزب الله في حي السلم، والتي قد تكون بنيت عليها تحاليل ذهبت اكثر من الواقع الفعلي لما حصل، ما طرح علامات استفهام كبيرة حول ما اذا كان ما يحصل من تصعيد هدفه الانفجار ام الانفراج.
فالحماوة الحكومية، معطوفة على الحماوة المناخية، تلاقيها برودة رئاسية، ربما في انتظار أيلول، حيث لا شيء نهائيا في مقابل رسالة المطالب الفرنسية الموجهة الى الكتل النيابية، بل ان سؤالي جان ايف لودريان اليتيمين ولدا لدى بعض القوى جملة اسئلة تستوجب البحث معه خلال زيارته المقبلة الى العاصمة اللبنانية، ما اعاد الامور الى مربع الزيارة الاولى له.
في كل الاحوال الجميع في انتظار ايلول لمعرفة مصير المبادرة الفرنسية التي تبقى حتى الساعة، وفقا لاوساط دبلوماسية، باسم مجموعة الدول الخمس لا باسم باريس وحدها، علما ان كل المؤشرات توحي بان لودريان يواجه مطبات وصعوبات كبيرة في استكمال مبادرته، لسببين اساسيين:
– الاول، رفض المعارضة مبدأ “اجتماع العمل” المطروح،باعتباره يشكل “تذاكي” بعد رفض طاولة الحوار، وعليه من سيتحاور مع من ، وبالتالي ما جدوى الاجتماع عندها اذا كان الحاضرون من لون واحد؟
-الثاني، غياب اي خطة واضحة المعالم في التعامل الفرنسي مع الواقع الرئاسي، اذ كلام الزيارات تمحوه سطور الرسائل. ففي الرسالة التي وصلت للنواب مطالبة بتحديد مواصفات الرئيس العتيد، علما ان القوى السياسية قدمت له المواصفات شفهيا في زيارته الاخيرة الى بيروت، كما ان الدول الخمس حددت هذه المواصفات، ما يدل على تخبط كبير ناتج عن اصرار فرنسا على ان تكون طرفا.
مصادر التيار الوطني الحر اشارت ان ميرنا الشالوحي انجزت المطلوب من جهتها، وسلمت حزب الله طرحا مكتوبا متكاملا لعرضها، وعليه باتت الكرة في ملعب حارة حريك، متمنية انجاز الاتفاق في حال حصوله قبل موعد زيارو الموفد الفرنسي الى بيروت وطاولة العمل التي يعتزم الدعوة اليها، مؤكدة في المقابل ان مرشحها حتى الساعة هو جهاد ازعور، رغم انها سلمت حزب الله اسم مرشح ثالث يمكن تامين تقاطع وطني كبير حوله.
وكشفت المصادر ان الحوار مع الحزب سمح بفتح كوة في جدار الازمة، وافقا جديدا للحلول، اذ بحسب المعطيات فان حارة حريك تشهد “عجقة” زيارات لمرشحين يصنفون نفسهم “بالوسطيين”، وهي بادرة ايجابية يمكن التعويل عليها، رغم ان خيار رئيس تيار المردة لا زال من الثوابت عند الثنائي الشيعي.
وختمت المصادر بان حقيقة الاتصالات والمستوى الذي بلغته وتفاصيل النقاشات، هي ملك رئيس التيار وامين عام حزب الله وحدهما، رغبة من كليهما بنجاح المساعي القائمة، مؤكدة ان التيار سيعلن في نهاية المطاف نتائج الاتصالات والمراحل التي قطعتها،علما ان المطلوب في مرحلة لاحقة توسيع هذا الحوار وضم افرقاء آخرين اليه.
ميشال نصر- الديار