طفرات كثيرة أصابت متحور كورونا الجديد.. فهل نحن على أبواب موجة جديدة؟
يتفشّى متحوّر جديد من فيروس “كوفيد-19” شديد التغيّر في دول أعلنت حالة تأهّب، وذلك بالتوازي مع تدافع العلماء لفهم مدى انتشاره ومدى قدرة مناعتنا على مواجهته.
أُطلق على المتحوّر الجديد اسم BA.2.86 ولقّبه صيادو المتحورات على وسائل التواصل الاجتماعي بـ”بيرولا” (Pirola). وبحسب الدكتور جيسي بلوم الذي يدرس التطور الفيروسي بمركز فريد هاتشينسون للسرطان في سياتل، شهد المتحوّر الجديد أكثر من 30 طفرة في الحمض الأميني لبروتينه المرتفع مقارنة بأقرب سلف له: المتحوّر الفرعي BA.2 من “أوميكرون”.
نشر بلوم على موقع مختبره على الإنترنت ما يلي: “هذا الأمر يشكّل قفزة تطورّية مماثلة في الحجم لتلك التي أدت أساسًا إلى ظهور أوميكرون”.
وحدّدت منظمة الصحة العالمية BA.2.86 بأنّه “متحوّر قيد المراقبة”، الخميس، وهو تصنيف يشجّع الدول على تعقّب التسلسلات التي تجدها والإبلاغ عنها.
أيّ متحوّر قيد المراقبة، يتسبّب بمرض أكثر خطورة، أو يتهرّب من اللقاحات، أو العلاجات الموجودة يُدرج على قائمة منظمة الصحة العالمية للمتحوّرات المثيرة للاهتمام أو المثيرة للقلق. وإلى الآن أدرج كل من XBB.1.5، وXBB.1.16، وEG.5 كمتحوّرات مثيرة للاهتمام. ولم تحدّد منظمة الصحة العالمية أي متحوّرات مثيرة للقلق.
وتمّ الإبلاغ عن ستة تسلسلات فقط من BA.2.86 في أربعة بلدان، لكن علماء الأوبئة قلقون من أنها قد تمثل المزيد لأن المراقبة العالمية للمتحورات تراجعت.
تم رصد المتحوّر من قبل علماء في إسرائيل الأحد. منذ ذلك الحين، أبلغت الدنمارك عن ثلاثة تسلسلات، وعن تسلسلين آخرين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على التوالي.
وأفاد مورتن راسموسن، الباحث البارز في معهد مصل ستاتنز (Statens Serum Institut)، ببيان أنّه “من غير المعتاد أن تتغيّر الهالة التاجية بشكل كبير وتطوّر 30 طفرة جديدة. وآخر مرة رأينا فيها مثل هذا التغيير الكبير كانت عندما ظهر أوميكرون”.
وبحسب المعهد، فإن الحالات الثلاث في الدنمارك تعود لأشخاص موجودين في أجزاء مختلفة من البلاد، ولا يبدو أن ثمة اتصال بينهم.
وشدّد علماء المعهد SSI على أنه ما زال مبكرًا قول أي شيء عن شدة المتحوّر الجديد أو مدى انتشاره. إنهم بصدد تنمية متحوّر الفيروس لاختباره ضد الأجسام المضادة البشرية.
وأفادت الدكتورة ماندي كوهين، مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، الجمعة، أنّ البديل الجديد لا ينبغي أن يكون مدعاة للقلق.
وتابعت في حديثها مع CNN: “أعتقد أن ما نعاينه أنّ آليات الكشف التي وضعناها تعمل، أليس كذلك؟”، مضيفة أنهم “أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لاكتشاف التغييرات في فيروس “كوفيد-19” والاستجابة لها.
ولفتت كوهين إلى “إنّنا نتتبّع هذا التلسلسل الجديد. لديه طفرات تجعله يختلف عن التسلسلات الأخرى المتداولة. ثم يصبح السؤال، ماذا يعني ذلك؟ “. وأضافت “هل سيزداد؟ هل سنرى مزيدًا من الحالات؟ أم أنه سيتلاشى ولن يشكّل نوعًا من القلق؟”.
وفي تقييم جديد للتهديدات بشأن المتغيّر، الجمعة، قالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنّ حقيقة أن هذه التسلسلات موجودة في أربعة بلدان مختلفة، لدى أشخاص ليس لديهم تاريخ سفر حديث “تشير إلى وجود انتقال دولي راسخ”.
وجاء في التقرير أنّ التسلسلات التي تم العثور عليها متشابهة جدًا ما قد يشير إلى أنها ظهرت في الآونة الأخيرة وتنتشر بسرعة، رغم أن الوكالة لاحظت أن هذا التقييم لا يتمتع بثقة كبيرة حتى تتوفر المزيد من التسلسلات.
من جهة أخرى، لم يقدم باحثون في جامعة ميشيغان، المختبر الذي اكتشف التسلسل في الولايات المتحدة، أي معلومات عن المريض المصاب به، مكتفين بالقول إن وزارة الصحة بالولاية تجري تحقيقاتها في القضية.
ويعتبر EG.5 سليل XBB، حاليًا المتحور المهيمن في الولايات المتحدة، ويتسبّب بنحو 20٪ من جميع حالات “كوفيد-19” المسجلة حديثًا في البلد. نما المتحوّر التالي الأكثر شيوعًا، FL.1.5.1، بسرعة ويسبّب الآن حوالي 13٪ من جميع الحالات الجديدة، وفقًا لمتتبّع المتحور لدى مراكز مكافحة الأمراض.
سي ان ان