تمايز إشتراكي عن المعارضة…التصادم مع الحزب ممنوع!

في خطابه يوم الإثنين نوه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بموقف أحزاب سياسية وطريقة تعاطيها مع حادثة الكحالة رغم كونها غير مصنفة حليفة للمقاومة، فما قاله السيد نصرالله تم تفسيره بأنه رسالة سياسية موجهة الى الدور الايجابي الذي لعبه الحزب التقدمي الاشتراكي ،فالمقصود بتلك الأحزاب ليست الكتائب او القوات ولا التيار الوطني الحر إنما الحزب الإشتراكي الذي حرص من بداية الأزمة الى الدعوة للتهدئة وسحب عناصر التوتر وعدم الدخول في التجاذبات والتصاريح الانفعالية.

أكثر من ذلك ثمة من يتحدث عن خطوط تواصل فتحت عقب الأزمة بين المختارة وحارة حريك كذلك حاول نواب اللقاء الديمقراطي إقناع زملائهم نواب المنطقة بعدم التصعيد ولملمة الشارع تجنبا لتوسع الفتنة.

الأمر المؤكد ان جنبلاط لعب دورا في لجم أي تصعيد او على الأقل لم ينضم الى لائحة المهاجمين لحزب الله.

فأداء جنبلاط الداعي لسحب فتيل التفجير وعدم التصعيد ترك انطباعات إيجابية كان محور متابعة وتقدير من قبل حزب الله الأمر الذي يطرح تساؤلات عما إذا كان سينعكس في المستقبل تقاربا وتنسيقا في ملفات أخرى.

حادثة الكحالة كشفت حجم الانقسام السياسي والاختلاف في التعاطي مع الأزمة، فما جرى أحرج رئيس التيار جبران باسيل الذي يسعى الى ترميم العلاقة مع حزب الله بعد الخلاف حول ترشيح سليمان فرنجية واستدارته الرئاسية مع المعارضة وساهم في زيادة منسوب الإحراج والتسييس والتطييف لحادثة جرت في منطقة لها رمزيتها المسيحية المقاومة في الحرب اللبنانية مع الهجوم المسيحي القوي من قبل الكتائب وحزب القوات واصطفافهما الطائفي والاستثمار في الحادثة، وحده الحزب التقدمي الاشتراكي سار عكس انفعالات الشارع وغلب العقل وأحسن التعاطي مع الحدث على الرغم من كونه معنيا في حادثة وقعت في منطقة محسوبة من نطاقه الجغرافي وليس لذلك تفسير سوى ان الحزب الإشتراكي المنتقلة قيادته من الأب الى الأبن يحسن التمايز والتموضع في الأزمات في إطار سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها المختارة في كل الأحداث.

المؤكد ان الحزب الإشتراكي شريك في المواجهة السياسية في عدد من الملفات مع الأحزاب المسيحية لكن لا يقبل التصادم مع حزب الله او ان يكون طرفا الى جانب الكتائب والقوات في أي معركة مقبلة ضد حزب الله او سلاحه.

التموضع الجنبلاطي سببه الخوف على الشراكة الوطنية والخشية من الذهاب الى سيناريوهات خطيرة فالاشتراكي يبحث عن التهدئة وعدم الانجرار الى الفوضى وايقاظ الفتنة النائمة، وهو على الرغم من الاختلاف مع حزب الله في الملف الرئاسي فهو الأرجح لا يحبذ الخيارات التقسيمية والكبيرة ولن يذهب في أي مواجهة حولها علامة استفهام مهما كان الخلاف السياسي كبيرا وعميقا.

ابتسام شديد- الديار

مقالات ذات صلة