ماذا وراء “تكتيك” الوطني الحرّ.. ماذا يفعل “النائب البتروني”؟
حُلت كهربائيا، عُطّلت تشريعيا، عقدت رئاسيا، فضحت ماليا. انه مختصر المشهد اللبناني، وقصة ابريق زيت الدولة اللبنانية، التي ما كان ينقص “ناسها” سوى حقيقة وضع مصرف لبنان، مع كشف “القائم باعمال الحاكم” مستور البنك المركزي وما يملكه من احتياطي بالدولار هو 8 مليارات ونصف مليار، من دون احتساب الذهب، مقسَّمة كالاتي: مليار ونصف مليار كاش، و6 مليار وثمانمئة مليون، حسابات المركزي في مصارف خارج لبنان. رقم لم يعد وجهة نظر، وبنشرِه يكون منصوري قد دق ناقوس الخطر حقيقةُ، وردَّ على الحكومة رقميًا، ومضمون الرد أنه لم يعد بالإمكان الصرف مما تبقى من الاحتياط إلا بموجب قوانين لم تصدر.
وسط هذه الاجواء، يلعب الافرقاء على حبال الاستحقاق الرئاسي ومهمة الموفد الفرنسي جان إيف لورديان، حيث تفاوت تجاوب النواب مع الأسئلة الفرنسية التي تركزت حول أولويات الرئيس المقبل ومواصفات المرشح وكفاءاته بما يوحي أن “حوارات” أيلول اللبنانية لن تكون ميسرة كما يشتهي وبالتالي فإن صورة الاستحقاق تزداد ضبابية ويزيدها ضبابيةً قول النائب جبران باسيل إنه ملتزم بالتفاهم القائم مع القوى المعارضة وبالتقاطع على ترشيح أزعور ونفيه لقاء الوزير السابق سليمان فرنحية.
إنسداد الافق الرئاسي انعكس في ساحةِ النجمة تطييراً لجلسة التشريع، التي وضعها الثنائي في خانة الشبه بمنطق تعطيل الحوار، ما دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال الى رفع سقفه معلنا ان “الوضع صعبٌ جدًا وإذا لم نصل إلى حل فليتحملْ كلُّ واحد مسؤوليته”، في محاولة منه لغسل يده من الواقع الذي بلغته الامور، رغم ان البعض ذهب في تحليله الى ان الاخير يرغب في الاعتكاف، في حال “سكرت بوجه”، ما قد يدفع في اتجاه ضغط اكبر لانجاز الاستحقاق الرئاسي.
مصادر سياسية مواكبة رأت ان الاوضاع ما زالت معقدة على مختلف المستويات، لا سيما على المستوى السياسي لجهة انتخاب رئيس للجمهورية، لذلك من الصعب اليوم الجزم بمسار ومصير الاستحقاق، الا انه لا شك ان الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله، من جهة، وعلى خط التيار واطياف من المعارضة، من جهة ثانية، فتح كوة في جدار الازمة المستعصية.
وتابعت المصادر، ان رسالة لودريان لم تكن موفقة في الشكل، دون ان يعني ذلك ان ردة الفعل التي واجهتها مبررة، لانه من الواضح ان الامر يتجاوز الرسالة بحد ذاتها، مستدركة ان حظوظ نجاح الاخراج الذي يسعى اليه الموفد الفرنسي منخفضة، رغم الاصرار الدولي على سرعة انجاز الانتخابات ايا كان الثمن بعدما استنفدت الحكومة الميقاتية قدرتها على تصريف الاعمال، وقد يكون “تهديد” رئيسها الاخير يصب في هذا الاتجاه.
وكشفت المصادر ان الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة على صعيد استكمال الحوار والتواصل بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، حيث يتوقع في حال التوصل الى مسودة لخارطة طريق رئاسية، ان يستكمل البرتقالي اتصالاته بالمعارضة للتوصل الى قواسم مشتركة مع اكبر قدر ممكن من مكوناتها.
وفي هذا الاطار غمزت المصادر من قناة النائب البتروني الذي يحاول القيام بدور الوسيط بين حزب الله وبعض مكونات المعارضة، مستفيدا من الخطوط التي نجح في فتحها “عالميلتين”، املا ان تسمح له بان يكون عراب العهد المقبل والرئيس القادم.
ميشال نصر- الديار