قطبة مخفيّة بين باريس وحارة حريك وميرنا الشالوحي: هل من اتفاق تحت الطاولة ؟
هدأت امنيا، اقله مؤقتا، ليعود الاهتمام الى سلسلة العناوين السياسية والاقتصادية والحياتية، وفي جديدها ابريق زيت كهرباء لبنان في مربعه الاول، بعد فشل خطة وزير الطاقة، مع عودة الروح الى مجلس الوزراء المنكب على دراسة الموازنات العامة الواحدة تلو الاخرى، وحماس مجلس النواب لاقرار سلسلة قوانين، ابرزها الصندوق السيادي الخاضع للتفاوض بين حارة وميرنا الشالوحي، التي فاجأت المعنيين بتطييرها نصاب الجلسة التشريعية.
بين هذه العناوين يبرز ملف رئاسة الجمهورية الذي حرك مياهه الراكدة، الحوار القائم بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة، ورسالة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان للنواب من جهة ثانية، وما رافقها من ردودو فعل، تعجبت منها مصادر ديبلوماسية معنية، ذلك ان ايا من الاطراف المعترضة لم يبين ذلك للودريان عندما عرض فكرته حول الرسالة لربح الوقت، وتسهيل انجاز المبادرة بالسرعة المطلوبة.
وفي بيان لافت بتوقيته غداة أسئلة لودريان، أكدت قوى المعارضة على سياق الدستور حصرا لانتخاب رئيس للجمهورية، معتبرة أن محاولة تحميل رئيس الجمهورية أي التزامات سياسية مسبقة يشكل التفافا على الدستور، رافضة الحوار مع محور حزب الله. خطوة رأت فيها مصادر سياسية متابعة استباقا لما يمكن ان يكون اتفاقا من تحت الطاولة بين باريس – حارة حريك – ميرنا الشالوحي لانجاز الانتخابات الرئاسية، وفقا للرؤية الفرنسية.
وتابعت المصادر ان باريس كان سبق والمحت اكثر من مرة، ان نقطة الضعف الاساسية في خطتها تكمن في غياب الشريك المسيحي القوي، ورأت المصادر ان الحديث عن الزام الرئيس القادم بمشروع معين، هو عمليا ما سيتم الاتفاق عليه بين البرتقالي والاصفر لا يمكن ان يمر، لان تجربة الرئيس ميشال عون لا يمكن ان تتكرر من جديد، بعدما وصلت البلاد الى ما وصلت اليه.
واشارت المصادر الى ان المعارضة في حديثها عن الحسم، لا يعني انها ستربح المواجهة، الا انها لن تسلم بالامر الواقع الذي يحاول البعض فرضه ولا ان تكون شاهد زور، كاشفة ان التيار الوطني الحر ما زال على تواصل مع اطياف فيها، حيث ثمة تأكيدات من بعض قياداته ان الحوار مع حزب الله هدفه الوصول الى اسم ثالث، وليس تزكية مرشح الثنائي.
وختمت المصادر بان كل من الحزب والتيار يدرك جيدا ان توازنات المجلس النيابي في بعض البنود التي يتم النقاش حولها بينهما ومنها الصندوق السيادي، خاضعة لحسابات بين الاطراف تختلف كليا عن معركة رئاسة الجمهورية، وبالتالي ما يجري عملية “بيع سمك بالبحر” يدركها الطرفان جيدا.
وبعد، هل يستنسخ لودريان اخطاء تجربة دوريل، فتكون النتيجة نفسها من جديد؟ كيف سيتصرف الموفد الفرنسي للخروج من ازمته؟ ثمة من يقول ان الموفد الفرنسي قد يؤجل زيارته الى لبنان، ويطلب اجتماعا لخماسي باريس لبحث ردود الفعل على مبادرته التي اتخذت طابعا دوليا في الدوحة. ويبقى السؤال الاهم: ماذا تقصد قوى المعارضة بقولهِا انه آن أوان الحسم؟ وهل هي قادرة حقا على الحسم؟ ومن اعطاها جرعة “حليب السباع” تلك؟
على هذا الاساس، هل جاءت دعوة لودريان موافقا عليها من واشنطن ومن الرياض؟ ام هي العفوية الفرنسية، بحسب متابعين للقاء الدول الخمس في الدوحة كان سبق؟ واستغربوا لماذا لم يسأل لودريان اللبنانيين اصلا عن رأيهم خلال محادثاته في تموز؟
ميشال نصر- الديار