رسائل مشبوهة تهدد اللبنانيين… إحذروها!
في الآونة الأخيرة تلقى اللبنانيون رسائل نصية على هواتفهم الذكية من أرقام دولية مجهولة وغير معروفة المصدر، مفادها أنَّ هناك شركات ترغب في التعامل مع مختلف الأفراد ضمن عمليات التداول المالي عبر الانترنت لقاء أرباحٍ بالدولار الأميركي، أو روابط تُبشّر بفوزهم بمبالغ مالية خيالية على أن يتبعوا بعض الخطوات التي تطلب منهم لاستلام جوائزهم وتتضمن كتابة إسمهم وبعض المعلومات الخاصة بهم، فهل من أموال طائلة تنتظر اللبنانيين فعلاً؟ وما مدى صدقية هذه الرسائل؟
“هناك جهات إرهابية وراء هذه الرسائل التي تصل إلى هواتف اللبنانيين”، بحسب مصدر خاص أكد لـ “لبنان الكبير” أن “الأرقام التي قدّمت عروضاً للمواطنين بدأت تقنعهم بأهمية تحصيل أرباح مالية بسهولة من خلال روابط وهميّة يدّعي أصحابُها أنها تعودُ الى الشركة التي قد يتعامل المواطن معها. وعملياً، فإن هذا الأسلوب يندرجُ في إطار الخطوات الاحتياليّة لإيهام المواطن بأن الأمر حقيقي”.
وحذر الخبير في مجال التحقق من المعلومات عبر الانترنت الصحافي محمود غزيل من هذه الروابط، مشيراً الى أن “ظاهرة الروابط الاحتيالية ازدادت في السنوات الأخيرة وخصوصاً عبر واتساب وبرامج المحادثة المباشرة، التي تعد الناس بجوائز، قروض مسهلة، بطاقات سفر مجانية، أو رصيد للهواتف، ولكن جميعها أو نسبة 99% منها هدفها سرقة البيانات الشخصية للمستخدمين، أو تنصيب برمجيات خبيثة على الهواتف لسرقة هذه البيانات التي يمكن أن تتضمن صوراً، فيديوهات، نصوصاً ورسائل، أو حتى السماح لجهة خبيثة بتشغيل الكاميرا والميكروفون أو تتبع كل زر يتم الضغط عليه على الجهاز”.
وعن الطريقة التي تتبع، أكد غزيل لـ “لبنان الكبير” أن “كل هذه المعلومات تُسرق، وعلى الرغم من أن بعض الناس يقول دائماً ما عندي شي اخسرو، إلا أنه يضع مثلاً كلمة سر أو كود لهاتفه قبل الفتح، وبالتالي هناك دائماً شيء يجب الانتباه اليه في خصوصياتنا، ومنع أي شخص من الدخول إلى مساحتنا الشخصية. خطورة هذه المعلومات في غالبية الأحيان أنه يتم تجميعها وتغليفها على شكل منتج موجود على الانترنت، قد تشتريه شركات ودول وأحزاب بهدف استهداف هؤلاء الأشخاص في العديد من النواحي، وقد تبدأ برسائل غير مرغوبة “SPAM” على الايميل، أو رسائل هاتف “SMS” كدعايات، حتى من الممكن تهكير حساباتهم على منصات التواصل أو انتحال صفتهم أمام المؤسسات أو البنوك أو السفارات، وبالتالي تعطيل إمكان قيام الأشخاص بالتقديم لطلب فيزا للسفر، أو متابعة إجراءاتهم في المؤسسات المالية”.
أضاف: “لطالما حذرت الأجهزة الأمنية في لبنان من الوقوع في فخ هذا الموضوع، وحتى شركات متل ألفا وتاتش، التي يتم انتحال صفتها في رسائل خبيثة كهذه، تحذر أيضاً من هذه الروابط، لأنها تسبب ضرراً للمستخدم والشركة التي انتحلوا صفتها أو إسمها مذكور في الرسالة، ويمكن أن تتوسع دائرة الأذى وتشمل كل المجتمع”.
ونصح الجميع بـ “أن لا يصدقوا الروابط والرسائل التي تصل عبر واتساب، أو الاعلانات التي يشاهدونها عبر فايسبوك من اغراءات للدخول إلى الرابط والتسجيل لربح جوائز، سفرة مجانية على تركيا، أو على سبيل المثال دولة قطر ستوزع إعاشات، أو أن منظمة اليونيسف لديها جوائز خاصة للبنانيين، في الوقت الذي يستطيع أي شخص منّا التأكد من المعلومة من خلال الدخول إلى الموقع الرسمي للشركة أو المنظمة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ونرى هل هذه الاعلانات حقيقية أم لا!”.
إذاً، على المواطنين أن يعرفوا كيفية حماية أجهزتهم، وخصوصية معلوماتهم وبياناتهم، وطرق التعامل مع أي روابط غير موثوقة كي لا يبدأ الأمر برسالة إلكترونية وينتهي بكارثة حقيقية!
لبنان الكبير