محرّضة وخبيثة وأكثر: إنها فاتنة.. معاصرة.. مضيئة.. حرّة… وتشبهنا!
ردّت «المحطة الخبيثة» على المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية وللقضاء اللبناني وللإعلام اللبناني والمرجع الأكبر للحكومة اللبنانية وللتيارات اللبنانية، بالحجة الموثّقة وبالأدلّة الثابتة على ما ساقه من اتهامات ظالمة ضدها.
ردت «المحطة الخبيثة» على التهويل، وعلى التهديد المبطن بجمهور المقاومة الخارج على السيطرة بما يكفي لإنارة طريق المتعامين عن الحقائق. فيما التزم بعض من يُفترض فيهم الدفاع عن الحريات الإعلامية الصمت التام حيال هذا الإعتداء المعنوي، كأنهم لا سمعوا ولا شاهدوا ولا قرأوا. لا أحد يريد إعلاء صوته في وجه التسلّط والترهيب.
ماذا كان على الـ «أم تي في» أن تفعل؟
ربما كان عليها أن تنتظر رواية القناة الصفراء الأشبه ببيان عسكري تعبوي، لتتبناها بحرفيتها.
وربما كان على مراسلها الإتصال بـ «العلاقات الإعلامية» أو بـ»الإعلام الحربي» لاستمزاج رأي المرجعيتين بما يجب أن يضمّن رسالته من ارض الحدث.
ولأن الأمر مجرّد حادث، كان يمكن للـ «أم تي في» الإنتظار 24 ساعة أو 48 ساعة قبل بث خبر انقلاب الشاحنة على كوع الكحّالة. إعلام الإستعجال واللهاث وراء الخبر السريع.
ولأن «المنار» و «العهد» و»النور» مدارس في الأداء الإعلامي الموضوعي والمتوازن والإحترافي كان على إدارة الأخبار في تلفزيون الـ «أم تي في» تسجيل جويس، وغدي، ونخلة وصبحي وشربل وزينة لدورة مراسل متمرّن في معهد الإعلام المقاوِم. وكان على إدارة البرامج في «المحطة الخبيثة « أن تستلهم من برامج «المنار» ما يعزز مناعتها الوطنية ويحصّنها وطنياً، وما يملأ الفراغ الإيديولوجي لدى مشاهديها. لا بأس من التوأمة أو أقله عرض برنامج «المنار الصغير» على محطة المرّ كخطوة أولى.
أي إعلام تلفزيوني يقترحون كمرآة للحقيقة تُحتذى؟ هل على الـ «أم تي في» أن تتمثل بتجربة التلفزيون الإيراني، لجهة الموضوعية وتقتدي بريادة تلفزيون كوريا الشمالية أو دينامية محطة الكوثر أو ألمعية قناة العالم؟ وهل المنار بوق تحريض أو أرغن محبة وسلام؟ هي أقرب إلى الأرغن.
كيف يكون التحريض، سوى بحرفية المراسل؟ أما تلك النبرة الخطابية الإستعلائية التخوينية في الإعلام الأصفر وملحقاته ففيها من الحكمة والوضوح والشفافية والحنكة والمراس والدقة والحيادية ما يجعل الـ «بي بي سي « تستحي بتاريخها وعراقتها.
قلتم محرّضة وخبيثة؟ أقول أكثر. إنها فاتنة، معاصرة، مضيئة، حرّة… وتشبهنا.
عماد موسى