بيان تصعيدي لنواب “المعارضة”… “ضد هيمنة الحزب الولائي!
في شهر نيسان من العام 2021 ، صدر بيان عن أحزاب وقوى لبنانية دعا إلى “تشكيل أوسع جبهة سياسية معارضة” لخوض الانتخابات النيابية بلوائح موحدة. واليوم بعد حادثة الكحالة عادت هذه النغمة الى الواجهة بعد تصريح رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل الذي أكد “أننا لسنا مستعدين للتعايش مع ميليشيات مسلحة في لبنان، وهذا ستتبعه خطوات عملية واجتماعات للمعارضة وقرارات”، مطالباً المعارضة بالانتقال من “الأسلوب التقليدي بالعمل السياسي إلى موقع آخر وجودي كياني أساسي، فلبنان مطلوب منه أن يأخذ قرارات استثنائية”.
بعد هذا التصريح ارتفعت وتيرة الاتصالات بين القوى التي تصنف نفسها في موقع المعارض، والمقصود بالمعارضة هنا هي معارضة حزب الله بشكل أساسي، وقد أفضت هذه الاتصالات الى صدور بيان موقع من 31 نائباً ينتمون الى “الكتائب” و”القوات” و”تجدد” وبعض النواب “المستقلين” او ما كان يُعرف بالنواب “التغييريين”.
حمل البيان تصعيداً سياسياً عالي اللهجة بوجه الحزب والمقاومة والحوار المفترض عقده الشهر المقبل، وهذا ما يؤشر الى صعوبة مهمة الفرنسيين الذين أرسلوا رسائل الى رؤساء الكتل النيابية وبعض النواب المستقلين تتضمن أسئلة حول أجندة الرئيس المقبل، والمواصفات التي يعتقدون أنها أساسية بشخص الرئيس دون الدخول في لعبة الأسماء.
واكد البيان “عدم جدوى اي صيغةِ تحاورٍ مع حزب الله وحلفائه”، معتبراً “أن الحوار الوحيد المقبول هو الذي يجريه رئيس الجمهورية المقبل حول السلاح”، وهو ما تراه مصادر سياسية مطلعة تصعيداً يؤكد انسداد الأفق من جهة، وقلق هذه القوى من الحوار الذي يحصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، والذي يفترض أن يُستكمل خلال أيام قليلة، حيث سيحمل الحزب أجوبة حول النقاط التي طرحها التيار في الجلسة الأخيرة بينهما.
وتتوقف المصادر عند توقيت صدور البيان التصعيدي، الذي ترافق مع دعوة “صحيفة الرياض” السعودية الى “خلق جبهة وطنية موسعة ضد هيمنة الحزب الولائي، والترفع عن الخلافات الحزبية بين جميع الأطراف المعارضة”، وبحسب ما ورد في الصحيفة التي رأت “أن لا قيامة للبنان من هذا الركام، ومن هذه الهاوية التي يتردى فيها يوماً بعد يوم، بوجود سلاح خارج عن سيطرة الدولة، وبوجود ميليشيا تقدم ولاءها الخارجي، على سيادة الوطن واستقلاله”.
وتؤكد المصادر أن التزامن بين بيان النواب ومقال صحيفة الرياض ليس صدفة، بل يأتي ثمرة الاتصالات التي حصلت بعد حادثة الكحالة، والتي انتهت مفاعيلها العسكرية حتماً، لكن مفاعيلها السياسية لن تنتهي قريباً، سائلة “هل هذا التصعيد منسق سعودياً وأميركياً، لأنه بحال كان كذلك، فهذا يعني أننا مقبلون على جولة تصعيد سياسي تُطيح بالمساعي الفرنسية بشكل كامل”.
وبحسب المصادر فإن بيان النواب موجه بشكل أساسي الى الفرنسيين، الذين يحضرون لجولات حوارية في لبنان، كاشفة عن وجود أفكار داخل القوى المعارضة بشأن عقد لقاء سياسي موجه تُعلن فيه ولادة الجبهة السياسية الجديدة، الأمر الذي يُعيدنا الى زمن ولادة قوى 14 آذار في “البريستول” عام 2005، مع تبادل افكار بشأن التحضير لتحركات شعبية تواكب هذه الولادة، وهو ما يؤشر بطبيعة الحال الى ارتفاع بوتيرة التوتر السياسي، بعدما قررت مجموعة من النواب ان الهجوم على السلاح في هذا الوقت بالتحديد هو الأمر الاهم للبنان.
محمد علوش- الديار