مانشستر يونايتد: ما هي حظوظ الفريق في الموسم المقبل.
في يوم مشمس في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، كان المدير الفني لمانشستر يونايتد، إيريك تن هاغ، في حالة مزاجية جيدة، تسمح له بالحديث عن بعض الموضوعات المهمة، مثل منافسة مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكيف كانت معايير اللاعبين منخفضة عندما تولى المسؤولية، وكيف أصبح جادون سانشو في «حالة جيدة».
ودعم تن هاغ خط هجوم فريقه بالتعاقد مؤخراً مع مهاجم أتالانتا البالغ من العمر 20 عاماً، راسموس هويلوند. وكان المدير الفني الهولندي قد أنهى للتو حصة تدريبية مدتها 90 دقيقة، قبل أن يسافر الفريق إلى لاس فيغاس للمشاركة في آخر مباراة لمانشستر يونايتد في جولته بالولايات المتحدة، وهي المباراة التي خسرها الفريق أمام بوروسيا دورتموند الألماني على ملعب «أليغيانت».
ويركز تن هاغ على ما إذا كان بإمكان مانشستر يونايتد تحقيق نتائج أفضل من تلك التي حققها الموسم الماضي، عندما حصل على المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وحصل على لقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ووصل للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي.
في الحقيقة، لم يكن مانشستر يونايتد منافساً حقيقياً على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، منذ أن قاد السير أليكس فيرغسون النادي للحصول على اللقب للمرة العشرين في تاريخ النادي، في موسم 2012- 2013.
يقول تن هاغ: «في فترة ما قبل انطلاق الموسم الجديد، يجب ألا نتحدث عن ذلك. لا يمكن لأي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز أن يتحدث عن ذلك، ربما باستثناء مانشستر سيتي؛ لأنه فاز بلقب الدوري 5 مرات في السنوات الست الماضية. لكن يجب على أي نادٍ آخر أن يلعب أولاً من أجل المنافسة على احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، ثم المنافسة على أول مركزين، ثم يمكنك بعد ذلك أن ترى ما الذي يمكن أن يحدث في مثل هذا الموقف».
لقد تطور مستوى مانشستر يونايتد بشكل ملحوظ منذ تولي تن هاغ المسؤولية الصيف الماضي، بفضل التدريب الراقي، والإدارة الجيدة للاعبين، والرؤية الثاقبة لما يجب أن يكون عليه نادٍ من أندية النخبة. يقول المدير الفني الهولندي: «يجب أن يعيش جميع اللاعبين بالطريقة الصحيحة. لعب كرة القدم على المستوى الاحترافي أمر صعب للغاية، لذا، بشكل عام، لا يمكن للاعبينا أن يعيشوا الحياة كما يحلو لهم وهم يمارسون كرة القدم على مستوى النخبة. ممارسة كرة القدم على مستوى النخبة أمر صعب جداً في الوقت الحاضر؛ حيث يخوض اللاعبون 60 مباراة في السنة على مستوى الأندية، و10 مباريات مع المنتخبات. لعب 70 مباراة في العام يعني أنه يجب عليك أن تكون في كامل الجاهزية البدنية كل 3 أو 4 أيام. فإذا لم تعش بشكل صحيح في حياتك، فسوف تُقتل».
وأضاف: «ما هو المهم إذن؟ النوم، والاستشفاء، والتغذية بشكل صحيح. هذه هي الأشياء الثلاثة الأساسية، وعندما لا تفعل هذا بشكل صحيح، فسوف تواجه مشكلة، ولن يكون بإمكانك تقديم مستويات جيدة». وخلال الأسبوع الماضي، أكد تن هاغ أن ماركوس راشفورد يمكنه خلال الموسم الجديد أن يحرز 30 هدفاً، كما فعل خلال الموسم الماضي، إذا تحلى بالسلوك الصحيح. وقال المدير الفني الهولندي: «عندما تسألني عن راشفورد، فإن الشيء نفسه ينطبق أيضاً على رافائيل فاران وأي لاعب آخر. لن يمكنك الوصول إلى المستويات التي تريدها إذا لم تفعل كل شيء بشكل صحيح. بشكل عام، عندما جئت إلى مانشستر يونايتد، لم تكن المعايير صحيحة».
وأضاف: «إنني أطالب بأعلى المعايير فيما يتعلق بالنوم والاستشفاء والتغذية؛ لأن ذلك يحدث فرقاً إذا كنت تلعب كل 3 أو 4 أيام. هذا هو الشيء المطلوب من كل لاعب على مستوى النخبة، لذلك فنحن في مانشستر يونايتد نطالب بأعلى المعايير». وفيما يتعلق بتقديم مستويات ثابتة داخل الملعب على مدى فترات طويلة، قد لا يرشح تن هاغ لاعباً مثل جادون سانشو. فعلى الرغم من أنه لا يزال هناك إيمان بأن هذا اللاعب الشاب يمكنه اللعب في مركز المهاجم الوهمي، بسبب قدرته على العودة للعمق والانطلاق في المساحات الخالية، فإنه سجل 12 هدفاً وصنع 6 أهداف فقط في 79 مباراة لعبها مع مانشستر يونايتد على مدار موسمين، وهي حصيلة لا تتناسب على الإطلاق مع ما كان متوقعاً من هذا اللاعب عند انتقاله إلى مانشستر يونايتد قادماً من بوروسيا دورتموند. لذا، فإن السؤال الذي يطرحه كثيرون الآن هو: هل الموسم الجديد سيكون حاسماً بشأن مستقبل اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً مع مانشستر يونايتد؟
يقول تن هاغ: «إنه يمتلك مهارات كبيرة، ويتعين عليه أن يقدم مستويات ثابتة باستمرار، وأن يساهم بشكل كبير في تطوير أداء الفريق». وعانى سانشو بشكل واضح مع مانشستر يونايتد، بعد أن كان من الركائز الأساسية مع فريقه السابق بوروسيا دورتموند. يقول تن هاغ: «هذا هو التطور. الدوري الألماني يعد استعداداً مثالياً للدوري الإنجليزي الذي يعد أقوى وأصعب بكل تأكيد. لقد رأيت كثيراً من المباريات التي لعبها سانشو مع بوروسيا دورتموند، وهو لا يلعب بشكل مختلف معنا».
ومؤخراً، قرر تن هاغ أن يسحب شارة القيادة من هاري ماغواير، ويمنحها إلى برونو فرنانديز. وعلى الرغم من أن النادي سيستمع إلى العروض المقدمة إلى ماغواير، يصر تن هاغ على أن المدافع الدولي لا يزال قادراً على الاستمرار في النادي، إذا كانت لديه الرغبة في ذلك. وقال المدير الفني الهولندي: «عندما تلعب في نادٍ مثل مانشستر يونايتد، يتعين عليك أن تقاتل من أجل اللعب، ويتعين عليك أن تُظهر مهاراتك، وأن تثبت أنك الأفضل للفريق، وأنك قادر على المساهمة بشكل أكبر. ألم أشركه في المباريات؟ لكن انظر إلى اللاعبين الذين يتنافس معهم؛ الأمور تكون صعبة عندما تتنافس مع رافائيل فاران وفيكتور لينديلوف».
وأضاف: «صحيح أنني كثيراً ما اعتمدت على لاعبين آخرين قبل ماغواير؛ لكن هذا لا يعني على الإطلاق أنني لا أثق به. يتعين عليه أن يُظهر أنه أفضل للفريق من رافائيل فاران أو من فيكتور لينديلوف. وهذا وضع طبيعي في كرة القدم على مستوى النخبة».
وخلال الموسم الماضي، فاز مانشستر يونايتد على مانشستر سيتي وليفربول على ملعبه بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد في كل مباراة؛ لكنه خسر بنتيجة 6 أهداف مقابل 3، وبسباعية نظيفة، أمام غريميه التقليديين. كما خسر برباعية نظيفة أمام برنتفورد. وشهدت هذه المباريات انهيار مانشستر يونايتد بشكل مثير للقلق.
يعترف تن هاغ بهذه النقطة؛ لكنه لا يزال يدافع عن لاعبيه؛ حيث قال: «كانت هناك أيضاً مباريات أخرى نجحنا فيها في العودة بعد التأخر في النتيجة. لقد أثبتنا أننا قادرون على تحقيق الفوز على أي منافس، بما في ذلك كل الفرق الكبيرة في العالم؛ لكننا عانينا أيضاً في بعض الأيام، ويتعين علينا أن نقدم مستويات ثابتة. يجب علينا أن نتعلم من ذلك؛ لكن الأمر لا يزال يتعلق بثلاث نقاط فقط!».
لقد تعاقد مانشستر يونايتد مع هويلوند مقابل 64 مليون جنيه إسترليني (بالإضافة إلى 8 ملايين جنيه إسترليني)؛ لكن تن هاغ يقدم لنا لمحة عن الأسباب التي جعلت نجم توتنهام، هاري كين، هو الهدف الأول لمانشستر يونايتد، قبل أن يتوقف النادي عن السعي لإنهاء الصفقة.
وقال المدير الفني الهولندي: «أنا لا أتحدث عن لاعبين في أندية أخرى. يجب أن أحترم النادي وأحترم اللاعب؛ خصوصاً أنني أكن احتراماً كبيراً لهاري كين؛ لأنه مهاجم رائع، وواحد من أفضل المهاجمين على الإطلاق، وربما يكون أفضل مهاجم في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق».
وبالنسبة لتن هاغ وفريقه، هناك مباراتان وديتان إضافيتان في نهاية الأسبوع المقبل -ضد لنس وأتلتيك كلوب- قبل أن يبدأ الدوري الإنجليزي الممتاز بمواجهة وولفرهامبتون على ملعب «أولد ترافورد» في 14 أغسطس (آب)، فهل سينجح النادي في تحقيق نتائج أفضل من الموسم الماضي؟
الشرق الاوسط