ما الذي يمكن أن يقدمه آرسنال في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي؟

لا يمكن لأحد أن يشكك في الجدية الكبيرة التي يعمل بها آرسنال هذه الأيام. لقد عانى النادي من التخبط والارتباك على مدى سنوات طويلة، لكن من الواضح للجميع أن النادي يعمل بكفاءة عالية هذا الصيف من أجل تدعيم صفوف الفريق بأفضل شكل ممكن. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على حظوظ الفريق في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي بعد أن توقع كتابها حصول آرسنال على المركز الثاني في جدول الترتيب:

توقعات كبيرة

لقد تم تحديد اللاعبين الذين يسعى ميكيل أرتيتا للتعاقد معهم وبدأ النادي في إجراء مفاوضات لضمهم منذ دخول الفريق في جولته التحضيرية استعدادا للموسم الجديد، وهو ما يعني أن هؤلاء اللاعبين الجدد سيكونون مستعدين للمشاركة مع الفريق عندما يلعب أمام نوتنغهام فورست في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز في 12 أغسطس (آب). لقد أصبح الهدوء يسيطر على الأوضاع في آرسنال، وأصبح أرتيتا أخيرا يمتلك رفاهية تدعيم صفوف فريقه من خلال إجراء تعديلات بسيطة، وليس من خلال إعادة بناء الفريق بشكل شامل.

ويمكن للمدير الفني الإسباني أيضا أن يتوقع أن تساعده هذه التدعيمات الجديدة على المنافسة بشراسة على لقب الدوري، وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه كثيرون قبل عام. لقد ظل آرسنال ينافس على اللقب منذ بداية الموسم الماضي بفريق رائع من اللاعبين الشباب، لكنه سقط في الأمتار الأخيرة وخسر السباق الذي ظل يتصدره لفترات طويلة. وتسبب هذا في انزعاج أرتيتا، الذي كان يعلم أن الأداء القوي الذي قدمه فريقه خلال النصف الأول من الموسم رفع سقف التوقعات، لكن هناك سبباً للاعتقاد بأنه قادر على سد الفجوة التي وصلت إلى خمس نقاط مع مانشستر سيتي الموسم الماضي.

يمتلك ديكلان رايس شخصية قوية تجعله قادرا على التخلص من ضغوط انتقاله إلى آرسنال في صفقة قياسية بلغت 105 ملايين جنيه إسترليني، كما يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله لإضافة القوة والقيادة لخط وسط آرسنال، وهي الأمور التي كان الفريق قد بدأ يفتقر إليها. قد يبدو التعاقد مع كاي هافرتز بمثابة مغامرة، لكن أرتيتا يعتقد أنه قادر على ملء الفراغ الذي تركه غرانيت تشاكا ومساعدة الفريق على اللعب بطريقة سلسة. وعلاوة على ذلك، يتميز جورين تيمبر بالحماس الشديد والقدرة على اللعب في أكثر من مركز، وهو الأمر الذي سيساهم كثيرا في تدعيم خط دفاع الفريق. وإذا تمكن أرتيتا من التعاقد مع بديل لبوكايو ساكا، فسيعني هذا أن آرسنال قد قام بعمل متكامل خلال الصيف الجاري. وبالتالي، قد لا يكون النادي بعيدا على الإطلاق عن إمكانية الفوز بلقب الدوري.

المدير الفني

في الحقيقة، يعد أرتيتا مثالا يحتذى به فيما يتعلق بما يمكن أن يحققه الصبر والتخطيط الجيد والرؤية الواضحة في عالم كرة القدم. كان من الممكن أن يرضخ أي مجلس إدارة ضعيف لمطالب وقلق الجمهور ويقيل المدير الفني بعد البداية الكارثية قبل عامين، لكن مجلس إدارة آرسنال لم يشك أبدا في قدرة أرتيتا على تطوير أداء الفريق بالشكل الذي يمكنه من استعادة أمجاد الماضي. لقد عمل المدير الفني البالغ من العمر 41 عاماً بلا كلل لإعادة العلاقة القوية بين لاعبي الفريق والجمهور. وكان أرتيتا حريصا على عدم الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل، وظل يعمل في صمت، ويقف بثبات بجوار خط التماس لتوجيه لاعبيه، على الرغم من أن بعض اعتراضاته وتصرفاته بجوار خط التماس قد أزعجت المنافسين، بل وتسببت في تعرضه لانتقادات شديدة في بعض الأوساط. ومن الواضح أن التوتر الذي أصاب المنافسين يعكس القوة التي وصل إليها آرسنال تحت قيادة أرتيتا، حيث أصبح الفريق يقدم كرة قدم ممتعة ومثيرة، ومنضبطة للغاية من الناحية التكتيكية، كما أصبح يلعب بسرعة فائقة عندما يكون في أفضل حالاته، وهذه هي الأشياء التي كان أرتيتا يسعى إلى غرسها في نفوس اللاعبين.

مبيعات القمصان

ما الذي لا يعجبك في مارتن أوديغارد؟ يتميز قائد آرسنال بأنه أنيق، ويتحدث بشكل رائع، وملتزم، وممتع، ومثابر، وأصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم في مركزه وهو لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره. وعندما يلعب أوديغارد بشكل جيد، فإن ذلك ينعكس على أداء آرسنال ككل، وقدم اللاعب النرويجي الشاب مستويات استثنائية خلال الموسم الماضي. ويمكن لأوديغارد أن يبهر الجمهور بإمكاناته وقدراته الفذة وتمريراته الساحرة، كما سجل 15 هدفا في الدوري الموسم الماضي. وباستثناء ساكا، من الصعب التفكير في لاعب أكثر شهرة عالمياً من أوديغارد، الذي أصبح قميصه مطلوبا بشكل كبير في المتاجر في موسم 2022-2023.

بطل شعبي

يعد ساكا تجسيدا حيا لحالة آرسنال في الوقت الحالي. إننا لا نرى لاعبين بهذه الإمكانات الكبيرة سوى مرة واحدة فقط في كل جيل: لاعب صاعد من أكاديمية الناشئين، ومعشوق للجماهير، وشق طريقه إلى النجومية بكل أناقة ورشاقة. وعلاوة على ذلك، فإن أداءه يتحسن ويتطور بشكل كبير كل موسم، وأصبح معشوقا لجماهير آرسنال التي تشجع بحماس يصم الآذان عندما ينطلق النجم الإنجليزي الشاب بسرعته الفائقة ومهاراته الفذة على الجهة اليمنى. قد يكون العامل الوحيد الذي يقف في طريقه هو الإرهاق، نظراً لأن أرتيتا عازم على تطوير قدراته البدنية بحيث يصبح قادرا على لعب ما يتراوح بين 60 و70 مباراة كل عام. لكن يبدو أن ساكا قادر على القيام بأي شيء، كما أثبت أنه قادر على تجاوز كل الصعوبات بعد الضغوط الهائلة التي تعرض لها عقب إهداره ركلة جزاء في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020، وإهداره ركلة جزاء أخرى حاسمة أمام وستهام الموسم الماضي.

لاعب يستحق المشاهدة

أصبح إيثان نوانيري أصغر لاعب يشارك في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما أشركه أرتيتا أمام برينتفورد في سبتمبر (أيلول) الماضي. لقد تعرض المدير الفني الإسباني لكثير من الانتقادات في بعض الأوساط، لكن عاجلاً أم آجلاً سيبدو هؤلاء المنتقدون سخيفين للغاية. وقد يتضح الأمر بشكل أكبر هذا الموسم، خاصة أن هذا اللاعب الشاب الموهوب أظهر بعض اللمحات الرائعة في فترة الاستعداد للموسم الجديد أمام نورمبرغ، ومن الواضح أن آرسنال يسعى لتطوير قدرات هذا اللاعب بعدما تصدى لاهتمام تشيلسي بإبرام أول عقد احتراف معه. لا يمكن القيام بذلك حتى يبلغ نوانيري 17 عاماً في مارس (آذار) المقبل، لكن قبل ذلك من غير المستبعد أن يدفع أرتيتا بهذا اللاعب الشاب في مباريات الفريق في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة من أجل مساعدته على الحصول على بعض الخبرات.

الشرق الاوسط- *خدمة «الغارديان»

مقالات ذات صلة