عائقان أمام توافق حزب الله مع التيار على فرنجية: هل يناور باسيل؟
بعد ساعة واحدة من آخر جلسة انتخاب لرئيس الجمهورية في حزيران الماضي قال أحد المقربين من التيار الوطني الحر أن «التيار» قام بما عليه تجاه التقاطع الذي حصل مع الآخرين، وأنهى المهمة داخل المجلس بنجاح، فالمرشحان جهاد أزعور، وسليمان فرنجية تلقيا ضربة قاسية، والآن ننتظر الحوار.
بعدها بأسابيع عاد التيار وحزب الله الى حضن الحوار، دون شروط مسبقة ودون أجندة أسماء للرئاسة، ومؤخراً بدأ يسوق رئيس التيار لعملية «تجيير» أصوات التيار لمرشح رئاسي مقابل مكتسبات تتعلق بأصل الدولة في لبنان، كاللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، والصندوق الإئتماني، الذي يختلف عن الصندوق السيادي المخصص للغاز والنفط، وهذا الأمر الذي أقلق خصوم حزب الله، رغم أن التوافق بين التيار والحزب لا يعني لوحده إنتاج رئيس للجمهورية.
قد يكون من الصعب توقع أن يقود الحوار بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» إلى إنتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، نظراً إلى أن الشروط التي يرفعها التيار من أجل الموافقة على ذلك تبدو صعبة التحقق، سواء كان ذلك بالنسبة إلى موقف الحزب منها أو بالنسبة إلى موقف باقي الأفرقاء في قوى الثامن من آذار، فما قام به الحزب عام 2016 مع ميشال عون رغماً عن حلفائه أو بغض النظر عن موقفهم، في حين كان يمكنهم أن يوصلوا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، سيكون من الصعب أن يتكرر اليوم، ولو لمصلحة فرنجية.
لا يستسيغ الثنائي الشيعي فكرة اللامركزية المالية الموسعة لأنها مقدمة للتقسيم وهي لا تخدم وحدة الوطن ولا المساواة بين المناطق فيه، وكما رفض الثنائي فكرة التقسيم بالخدمات التي تقدمها الدولة، سيرفض أي نوع آخر من التقسيم، لذلك ترى مصادر سياسية متابعة أن مطالب باسيل صعبة للغاية، ولو أن التفاوض عادة قد يبدأ بأسقف مرتفعة ليصل الى مستويات مقبولة من طرفي التفاوض، إنما ذلك لا يعني أن البعض داخل فريق 8 آذار متخوف من إمكانية ذهاب حزب الله بعيداً في طروحات باسيل.
بالإضافة إلى ذلك، وعلى افتراض أن التوافق بين حزب الله والتيار الوطني الحر على إسم سليمان فرنجية لا ينبغي تجاهل أن القوى المعارضة لهذا الخيار لن تسهل مهمة إنتخاب فرنجية، لا سيما أنها تعتبر أن هذه المعركة مصيرية من وجهة نظرها، وبالتالي هي قد تلجأ إلى العديد من الوسائل لمنع حصول ذلك، وعلى رأس الوسائل تعطيل النصاب الذي عادت الى الإشارة إليه من جديد.
إنطلاقاً مما تقدم، هناك من يعتبر أن هدف «الوطني الحر» من الحوار مع حزب الله هو تمرير الوقت إلى حين إنتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، على إعتبار أن هذا الأمر من الممكن أن يقود إلى تراجع فرصه الرئاسية، بعد تراجع فرص فرنجية، وبالتالي يكون من خلال «المناورة» التي يقوم بها قد أسقط فرنجية وعون معاً، تمهيداً نحو تحقيق هدفه بالذهاب إلى الخيار الثالث، وهو ما كان يعمل له منذ اليوم الأول لطرح مسألة الرئاسة على طاولة البحث.
محمد علوش- الديار