اشتباكات مخيم عين الحلوة في لبنان تتجدد بعد هدوء متقطع
فشلت جهود التهدئة في وقف الاشتباكات بين حركة “فتح” وعناصر متشددين في مخيم عين الحلوة الفسلطيني في صيدا جنوب لبنان، إذ تجدد إطلاق النار الثلاثاء لليوم الرابع على التوالي وسمعت أصوات الرشاشات والقذائف الصاروخية اعتباراً من بعد الظهر على رغم الهدوء المتقطع الذي ساد محاور القتال صباحاً.
وعقد مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان اجتماعاً طارئاً في دار الإفتاء بالمدينة حضرته المرجعيات السياسية والدينية المحلية لبحث التطورات، وصدر في ختامه بيان تساءل عما يحصل “لمصلحة من؟ ولأي هدف؟ وإلى أين؟”.
وفيما أكد البيان حرصه على مصلحة وسلامة الفلسطينيين واللبنانيين في مدينة صيدا، دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار ومعالجة الخلافات بين المتخاصمين عبر الحوار.
مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصل بدوره برئيس مجلس النواب نبيه بري وبحث معه التطورات في مخيم عين الحلوة وتداعياتها الخطيرة.
احتدام القتال
ميدانياً، احتدمت المعارك بعد ظهر الثلاثاء في عين الحلوة وسط إطلاق نار وقذائف صاروخية.
وشدّد الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية في محيط المخيم وقُطع السير على الأتوستراد الشرقي لصيدا وأوتوستراد الغازية.
وبعد ورود أنباء عن مقتل قيادي كبير في فصيل “جند الشام” المتشدد في معقلها بحي الطوارئ، نفى المسؤول في الفصيل هيثم الشعبي هذه المعلومات.
القيادي في “فتح” أبو إياد شعلان قال من جهته إن الحركة تعاملت مع هجوم مفاجئ على مواقعها في البركسات، مشيراً إلى وقوع عدد من الإصابات.
وأفادت مصادر أمنية وفلسطينية بسقوط ما لا يقل عن 11 قتيلاً و40 مصاباً في الاشتباكات حتى مساء أمس الاثنين.
اندلاع الاشتباكات
وتقول مصادر فلسطينية إن الاشتباكات اندلعت السبت الماضي بسبب حملة أمنية شنتها “فتح”، الفصيل الرئيسي في المخيم، على متشددين لهم موطئ قدم في المخيم. وإثر مقتل عنصر في إحدى الفصائل المتشددة، شُنت هجمات على مواقع “فتح”.
واشتد القتال الأحد بعد مقتل أحد قادة “فتح” في كمين نصبه مسلحون وأودى بثلاثة من رفاقه متأثرين بجروحهم.
وقالت مديرة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا) في لبنان، دوروثي كلاوس، إن أكثر من ألفي شخص اضطروا للفرار بحثاً عن الأمان. وتدير الوكالة الخدمات الأساسية في المخيم الذي يقطنه أكثر من 50 ألف نسمة. وأضافت أنها فتحت مدارس لإيواء العائلات النازحة.
وأصابت شظايا عدة جنود لبنانيين خارج المخيم المحاط بسور، حيث يتحكم الجيش في دخول الناس عبر نقاط تفتيش في الخارج.
ويعيش نحو 400 ألف لاجئ في 12 مخيماً فلسطينياً في لبنان يعود تاريخها إلى حرب عام 1948 بين إسرائيل والعرب. وتقع المخيمات إلى حد بعيد خارج نطاق سيطرة الأجهزة الأمنية اللبنانية.
اندبندنت