مأزق يعيشه «التيار الازرق»: إستقالة رئيسيْ بلديّة بيروت وصيدا !
خلال اسبوع واحد، اعلن عن استقالة كل من رئيسي بلدية صيدا محمد السعودي وبيروت جمال عيتاني، وفي مدينتين كبيرتين كالعاصمة بيروت وعاصمة الجنوب صيدا، وهذا مؤشر على حجم الترهل والعجز والهريان، الذي اصاب المؤسسات العامة والادارات الرسمية ومنها البلديات بشكل خاص، لتماسها المباشر مع هموم الناس ومشاكلها وحاجاتها ومتطلباتها الحياتية.
وتكشف اوساط معنية بالملف البلدي، ان التمديد الثاني للبلديات وحتى ايار 2024 سيدفع العديد من رؤساء البلديات الى الاستقالة و»الهروب من جحيم» مسؤوليات هائلة لا قدرة على تحملها، فمخصصات رئيس البلدية لا تتجاوز مليوني ليرة، ولا تكفي ثمن تنكة بنزين واحدة.
وعلى المستوى البلدي، تراجعت مداخيل البلديات لكونها بالليرة اللبنانية، ولا تزال الرسوم بالليرة ولم تدولر ، علماً ان الكهرباء (دولة واشتراك) والمازوت والانترنت والبنزين كلها بالدولار ، وحتى نقليات مياه الشرب والاستعمال بالدولار، بينما لا تزال مستحقات البلديات من الصندوق البلدي المستقل بالليرة اللبنانية، وهذا يعني العجز عن جمع النفايات التي تتقاضاه الشركات بالدولار، وكذلك العجزعن تأمين كل المصاريف التشغيلية بالدولار، وصولاً الى رواتب الموظفين التي لا تزال في الحدود الدنيا.
اما في الجانب السياسي لما يجري من استقالات، والمفارقة انها من لون سياسي واحد اي «تيار المستقبل»، فتؤكد اوساط سياسية سنية بارزة ان التراجع السني في الإدارات العامة مشابه لتراجع كل القوى السياسية والطائفية الاخرى، وترهل المؤسسات يصيب كل الادارات بالعجز والشلل، ولكن تسارع الاستقالات في بلديات محسوبة على «المستقبل»، يؤكد المأزق الذي يعيشه «التيار الازرق» الذي يترهل حضوره ووجوده، مع استمرار تعليق رئيسه لعمله السياسي وغيابه الجسدي عن اهله وناسه، رغم ان الرئيس سعد الحريري يصر على القلة الذين يتواصلون معه، الا يغيبوا انمائياً وخدماتياً عن الناس ولو بالحد الادنى وبما توافر لديهم.
وتشير الاوساط الى ان الاحباط «المستقبلي» والتراجع طبيعي، ومثل كل اهل البلد الذين فقدوا الامل فيه وبطبقته السياسية الفاشلة.
وفي حين يؤكد كل من عيتاني والسعودي ان اسباب الاستقالة شخصية ولاسباب خاصة، فعيتاني يتجه للعمل في السعودية، بينما يقول السعودي انه خدم البلد (صيدا) لـ13 عاماً وآن له ان يرتاح، ويؤكد الرجلان ان اسباب الاستقالة ليست سياسية او بضغط من اي جهة، يشدد قيادي بارز في «تيار المستقبل» لـ «الديار»، ان لا توجه للتيار للخروج من المؤسسات العامة او البلديات.
ويشدد على ان تعليق العمل السياسي لرئيسه، لا يعني خروج «المستقبل» من الحياة السياسية والحزبية والبلدية والعامة والمؤسسات، فالامور الحزبية قد تكون مجمدة او بطيئة بسبب غياب الحريري، ولكن «المستقبل» سيبقى حاضراً بين الناس واهله ومجتمعه وناسه، بما لا يكسر قرار رئيسه بتعليق العمل السياسي، ولكن من دون ان يلغي نفسه ايضاً.
علي ضاحي- الديار