هل يتفق الوطني الحرّ وحزب الله قبل عودة لودريان في أيلول؟
يستحوذ الحوار المتجدد بين حزب الله والتيار الوطني الحر باهتمام الحلفاء والخصوم، نظرًا للنتائج التي قد تترتب عنه على صعيد الاستحقاق الرئاسي. وما جعل هذا الحوار موضع متابعة داخلية وخارجية، ان تصريحات رئيس التيار جبران باسيل تؤشر الى امكانية جدية لتسهيل الاتفاق على اسم الرئيس، مقابل حصوله على ضمانات لثلاثة مطالب اساسية، يعتقد انها في غاية الاهمية لرسم المرحلة المقبلة.
ويسعى باسيل الى توفير الدعم لهذه المطالب: اللامركزية الموسعة، الصندوق الائتماني المتعلق باستثمار اصول الدولة، وبرنامج بناء الدولة. ويشكك بعض الاطراف في نوايا رئيس التيار، ويرون ان ما يقوم به ليس سوى مناورة لتحسين موقعه وموقفه تجاه الاستحقاق الرئاسي والملفات السياسية الاخرى.
ويرى مصدر سياسي ان باسيل يريد ان يلعب دور مركز الاستقطاب، وبيضة القبان في موضوع انتخاب الرئيس وقضايا اخرى، وانه بعد جلسة انتخاب الرئيس الاخيرة قرر لعب هذا الدور، بعد ان تأكد فشل المعارضة في اسقاط ورقة ترشيح سليمان فرنجية. وما جعل باسيل يسارع الى فتح الحوار مع حزب الله ايضا، هو شعوره بعد تلك الجلسة، وفي اجواء بعض اطراف اللقاء الخماسي، ان هناك جهودا جدية لاستحضار ترشيح قائد الجيش بقوة، وتأمين الدعم الداخلي والخارجي له لتعزيز فرصة انتقاله الى بعبدا.
وبرأي المصدر ان رئيس التيار استشعر بهذا الخطر، فاستنفر باتجاه الحوار مع حزب الله لتأمين مكاسب سياسسية، مقابل اسقاط «الفيتو» عن فرنجية، ومتبعا المثل القائل « الكحل احلى من العمى»، لان في نظره ان خيار انتخاب رئيس «تيار المردة»، اقل ضررا عليه من خيار انتخاب قائد الجيش.
وبرأي مصدر نيابي في التيار الوطني الحر ان مثل هذا التشكيك في غير محله، وان الذين ينتقدون الحوار الثنائي مع حزب الله، لم يقدموا اي نموذج يمكن ان يساهم في تحقيق خطوات اصلاحية سياسية جدية، وان يسهل انتخاب رئيس الجمهورية. ويقول ان إعلان رئيس التيار عن هذه المطالب التي يدور حولها النقاش بين الطرفين، هو دليل على اننا لا نعمل تحت الطاولة، ونتعامل بكل صراحة وشفافية مع الاستحقاقات والملفات المهمة، وليس لدينا عقدة في طرح ما نريد وما نسعى اليه لبناء الدولة.
ويرفض المصدر الاتهامات بان باسيل يريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب الرئاسة، او انه يفضل الذهاب الى خيار فرنجية لكي لا يقع في خيار العماد جوزاف عون. ويقول لم نكن منذ البداية نرفض الحوار الثنائي او الجماعي حول برنامج ومواصفات الرئيس، لكننا عبرنا في مناسبات عديدة عن قناعتنا بضرورة تحقيق خطوات مهمة في المرحلة المقبلة على صعيد الاصلاح وانتظام بناء الدولة الى جانب انتخاب الرئيس.
لذلك، يضيف المصدر في التيار، ان اتهامنا باللجوء الى الحوار مع حزب الله للمناورة والمقايضة السياسية امر مستغرب، خصوصا ان ما نفعله في هذا الاطار لا تعود فائدته على التيار، بل على الاطراف كافة لا سيما المسيحيين، الذين يؤيدون بقوة تطبيق اللامركزية الموسعة بما فيها اللامركزية المالية.
ويعتقد المصدر ان الحوار مع حزب الله ليس موجها ضد احد ولا يختصر الاستحقاق الرئاسي بطرفين، لكن يساعد على فتح آفاق او ثغرة جدية في جدار ازمة انتخاب الرئيس.
وحول الهروب من خيار قائد الجيش الى خيار فرنجية، يقول المصدر في التيار ان مثل هذا الكلام يندرج في اطار التصويب علينا في كل ما نقدم عليه، لافتا الى ان كل الاطراف تؤكد ان انتخابه يحتاج الى تعديل دستوري، وبالتالي الى ثلثي اعضاء المجلس، وان صعوبة هذا التوجه تكمن في الحاجة الى هذا الحجم من التأييد.
اين صار هذا الحوار؟ يجيب المصدر الى انه ما زال في المرحلة الاولى حول القضايا الثلاث التي أعلنها باسيل، وان الاجواء جيدة لكنها لم تنته بعد الى اتفاق، مع العلم ان هناك حاجة لاتفاق على هذه الامور مع الاطراف الاخرى. ويؤكد ان هذا الحوار لم يصل الى مرحلة البحث في اسم الرئيس، لكنه سيتناول هذ الموضوع في المرحلة الثانية.
وبرأي مصدر نيابي في كتلة وسطية، انه في الوقت الحاضر ان الحوار بين التيار والحزب يمكن، بل يرجح ان يصل الى نتائج ايجابية واتفاق بينهما على شخص الرئيس وتحديدا فرنجية، لكنه لا يستطيع تحديد موعد لهذا الاتفاق، وما اذا كان سيحصل قبل عودة لودريان الى لبنان في ايلول المقبل او بعدها. ويرى ان الطرفين جديان في حوارهما، لكن من المستبعد ان يحصل باسيل على كل ما يريد، لا سيما على اللامركزية المالية.
محمد بلوط- الديار