تواصل “ايجابي” بين الحزب والتيار: “عدنا والعودة أحمدُ”!

“عدنا والعودة أحمدُ” هذه العبارة ينبغي على “التيار الوطني الحر” أن يستخدمها مع عودة العلاقات مع حليفه السابق “حزب الله”، الذي لطالما شكل رافعة إنتخابية له طيلة السنوات الأخيرة، ولكن من الواضح أن الخلافات ليست سهلة بين الطرفين خصوصاً وأنها ظهرت الى العلن، وهذا ما لم يحبذه الحزب الذي يسعى بصورة مستمرة الى إبقاء أموره وأوضاعه مع حلفائه سريّة الى حد كبير.

بعد الاختلاف في وجهات النظر، والتهديد بإنهاء تفاهم مار مخايل الذي استمر 17 عاماً، وما تبع ذلك من قطيعة بين الطرفين، عادت اليوم الإجتماعات واللقاءات السرية والعلنية بينهما، علهما يتفقان على حل مشكلاتهما والسير قدماً بإتجاه التوافق على النقاط التي ربما توصلهما الى توافق في الاستحقاق الرئاسي. ومن المؤكد أن هناك شروطاً لهذه العودة منها سرية وأخرى علنية واللافت ما جاء على لسان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بأنه يعمل بجدية على مشروعي اللامركزية الادارية والمالية الموّسعة وعلى الصندوق الائتماني، قائلاً: “أعطونا سلفاً لامركزية موسعة وصندوقاً ائتمانياً وبرنامجاً اصلاحياً وخذوا منا أكبر تضحية لست سنوات”.

هذا الكلام يثير الكثير من علامات الاستفهام خصوصاً في ما يتعلق بالتضحية الأكبر لست سنوات التي تحدث عنها باسيل، فلماذا لجأ الى هذا الطلب بطريقة علنية وواضحة؟ وهل “حزب الله” قادر على إقرار هذا المشروع وحده؟ وما جديد العلاقة بين الطرفين؟

أوساط “حزب الله” أشارت عبر “لبنان الكبير” الى أن “كلام باسيل سمعناه مثل أي مواطن لبناني، وتفاجأنا به، صحيح أننا لا نخفي شيئاً ومقتنعون بكل ما نفعله لكن من المعروف عنا أننا لا نتحدث عبر الاعلام ونلتزم بكل ما يصدر عنا بصورة سرية والسيد (حسن) نصر الله رددها عدّة مرات بأننا لا نتحدث عن أصدقائنا عبر الاعلام، لكن يبقى للطرف الأخر الحرية في كل ما يقوله”.

ورأت هذه الأوساط أن “الأجواء ايجابية وذاهبة في الاتجاه الايجابي، وما سمعناه البارحة من باسيل لا نرى فيه أي سلبية بمعنى القطيعة بيننا وبإحتمالية القابلية للحوار بغض النظر عن المطلب لأننا لسنا وحدنا في البلد من يقر اللامركزية الادارية والمالية خصوصاً وأنه بحاجة الى مجلس النواب”، مؤكدةً أن “التواصل سيستمر واليوم يناقش مع التيار الشق الرئاسي وليس لدينا سوى هذا الشق لأنه من ضمن أولوياتنا مع العلم أن هناك مأخذاً من تأييدنا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية”.

وشددت الأوساط على وجوب “الافادة من التجارب السابقة لخلق جو من التفاهم حول الرئيس المقبل ولا ندخل في مكاسرة لأنها لا تؤدي الى أي نتيجة، فالتسكير على بعضنا لا يوصلنا الى أي نتيجة بل بالعكس خرب البلد، لذلك نحن حريصون في هذه المرحلة ولسنا مع منطق المكاسرة”.

وعما اذا كان باسيل طلب أي ضمانة معينة لتأييده فرنجية، أوضحت الأوساط “أننا لم نصل في مستوى النقاش الى هذه النقطة وليس هناك بعد أي مرشح متوافقون عليه ليطلب باسيل ضمانات معينة له ولتياره”.

في المقابل، وافقت مصادر التيار على وصف العلاقة مع “حزب الله” بـ”الجيدة جداً”، موضحةً أن “التواصل مع الحزب يتطور بصورة ايجابية، بحيث نتفاهم على الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة وأهمها اللامركزية الادارية نظراً الى أهمية وضرورة اقرارها قبل انتخاب الرئيس، وبالتالي هذا يجعل من الاتفاق على اسم عملية أسهل”.

ولفتت هذه المصادر الى “أننا اتفقنا منذ بداية الحوار بيننا وبين الحزب على عدم وضع أي شروط من الطرفين، ولكن اللامركزية الادارية تهمنا وتعنينا جيداً وهذا المشروع موجود في مجلس النواب وبات في خواتيمه، وفي حال كانت هناك نية لاقراره ستتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة وهذا يجعل علاقاتنا تتحسن بصورة أسرع مع الحزب ونكون قطعنا 50% من مشكلاتنا وتبقى الملفات الاخرى لنناقشها مع حزب الله”، مؤكدةً أنه “لم يجرِ طرح أي اسم في الشق الرئاسي بيننا”.

اية المصري- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة