جوا وبرا و”سياسة”: ضغوط مكثفة لاخراج ايران من سوريا
من الجو والبر، تتلقى القوى الموالية لايران الموجودة في سوريا، الضربات والتي يدفع عسكريون وأمنيون لكن ايضا مدنيون ثمنها. في السياق، قتل ستة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح، الخميس، في انفجار عبوة ناسفة قرب أحد المقرات التابعة للفصائل الإيرانية في حي السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، وذلك بعد 48 ساعة على انفجار مماثل قرب حافلة لقوات النظام السوري. وأعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام، بحسب بيان نقلته “سانا”، أن “انفجار العبوة الناسفة (…) أسفر عن 6 ضحايا و23 إصابة”، فيما قالت إن التفجير وقع جراء “انفجار دراجة نارية بالقرب من مركبة تاكسي عمومي في شارع كوع السودان”، مشيرة إلى أن “التحقيقات ما زالت مستمرة”.
من جانبه، قال الإعلام الرسمي للنظام السوري إن قتيلاً سقط نتيجة الانفجار وأصيب 3 آخرون بجروح خطيرة، موضحاً أن الانفجار كان نتيجة عبوة ناسفة مزروعة بشكل مسبق ضمن سيارة أجرة في شارع كوع السودان في السيدة زينب. كما بثت حسابات موالية للنظام السوري صوراً ومقطعاً مصوراً للحظات الأولى عقب انفجار السيارة. وأظهر المقطع إصابة مدنيين بينهم نساء وأطفال وإسعافهم في سيارات مدنية، كما أظهر ألسنة للهب تتصاعد من الموقع، ووجود عناصر يظهر من لباسهم أنهم من عناصر الفصائل الإيرانية.
في المقابل، افيد ان عبوة ناسفة مزروعة ضمن سيارة، انفجرت قرب إحدى مقرات ميليشيا “أبو الفضل العباس”.
وجاء الانفجار هذا بعد نحو 48 ساعة على انفجار دراجة نارية مفخخة في منطقة السيدة زينب، ما أدى إلى إصابة “مدنيين اثنين” بحسب “سانا”. وقد افيد ان الانفجار وقع قرب حافلة مبيت فارغة لعناصر من قوات النظام في منطقة دوار الروضة عند مدخل السيدة زينب.
للتذكير، فإن منطقة “السيدة زينب” تُعتبر مركز الفصائل الإيرانية الرئيسي، مِن جنسيات سورية وغير سورية في العاصمة دمشق، وتُعتبر هذه الفصائل الجهة المسيطرة فعليا أمنياً على الارض، وقد سبق أن تعرضت مناطق داخلها وعلى أطرافها، إلى قصف جوي من الطائرات الحربية الإسرائيلية.
هذه المعطيات، تأتي لتؤكد ، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان الضغط الخارجي، العسكري والسياسي، لإخراج الميليشيات الايرانية من سوريا، سيستمر وسيتخذ اشكالا جديدة ومكثفة في المرحلة المقبلة. فثمة تقاطع عربي وغربي (اميركي واوروبي) وايضا اسرائيلي، على ان هذا الوجود لا يمكن ان يستمر، وقد تضمن بيان القمة العربية الاخيرة في جدة فقرة نصت على “وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية والرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة”.
فهل يتحقق هذا الانسحاب قريبا؟ ام ان ايران لا تزال تستعمله ورقة ضغط ولن تبيعها الا بثمن باهظ؟
المركزية