التقسيم… “حلّ سرّي” يُطبَخ في اليمن فمتى يصل الى لبنان؟؟؟

على وقع التباينات الإماراتية – السعودية والعربية – العربية القديمة – الجديدة في اليمن، التي تتحكّم بمستقبل هذا البلد وبإنهاء الصراعات والحروب فيه، والتي قد تكون أشدّ تعقيداً من الصراع الإيراني – السعودي هناك، اعتبر نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان أن اليمن لا يعيش إلا برئتين مستقلتين متعاونتين شمالية وجنوبية إن أُريدت له الحياة، وذلك في إشارة الى ضرورة قيام دولتَيْن في هذا البلد. وأضاف خلفان إن من يقول غير ذلك هو واهم، لافتاً الى أن تقسيم اليمن الذي كان على زمن الأجداد يُفترض أن يتكرّر، و”اللي مش مقتنع ينتظر”، بحسب خلفان.

لبنان؟

فهل يكون التقسيم حلّاً لكل الدول التي تشكل ساحة لصراعات عربية – عربية، وإيرانية – عربية، وتركية – عربية في المنطقة؟ وماذا عن العراق وسوريا في تلك الحالة، حيث توجد الكثير من التباينات الإقليمية بموازاة صِيَغ تقسيمية مُعلَنَة ومُمارَسَة من جهة، ومُستترة من جهة أخرى؟ وماذا عن مستقبل لبنان الذي يرزح تحت نير مجموعة من الطروحات والأفكار، والتي من بينها التقسيم، في تلك الحالة؟ وهل ان ما يدور في الغرف المُغلَقَة حالياً هو التقسيم، ومدى نجاحه أو فشله، بشكل يتسبّب بتأخير الحلول الملموسة في أكثر من دولة شرق أوسطية؟

التوقيت

أشار مصدر خبير في شؤون الشرق الأوسط الى أن “تصريحات المسؤول الإماراتي (ضاحي خلفان) عن تقسيم اليمن لافتة للانتباه في هذا التوقيت، لا سيّما أن الأزمة اليمنية هي مفتاح الحلّ لجميع الأزمات التي تعصف بالمنطقة عموماً، وصولاً الى لبنان”.

وأوضح في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “موقف الإمارات ليس جديداً. فهي لطالما قالت إنه من الأفضل لليمن أن يكون مُقسَّماً بين شمالي وجنوبي. وليس سرّاً أنها (الإمارات) تدعم الكثير من الأطراف اليمنية الجنوبية. ولكن الموقف السعودي مُعارض لتقسيم اليمن. كما لا بدّ من نَيْل موافقة الشعب اليمني في ما لو أُريد اعتماد التقسيم”.

مشروع خطير

ولفت المصدر الى أنه “لو كان التقسيم حلّاً وحيداً وسهلاً لليمن ولكثير من دول المنطقة، فلما كنّا نرى سوريا مثلاً تستعيد سلطتها على بعض أراضيها حالياً، باستثناء الأراضي الكردية، وسط اتصالات بين السوريين والأتراك والروس مع الأميركيين، لإيجاد نوع من تموضع سياسي جديد يأخذ في الاعتبار الإدارة الذاتية للأكراد ضمن جمهورية عربيّة سوريّة”.

واستبعد “نجاح تلك الطروحات، لأن التقسيم في اليمن أو في أي دولة أخرى، سيؤشّر الى أن كل المنطقة ستُقسَّم أيضاً، بما فيها السعودية، والإمارات، وإيران. ففي السعودية، ستُفتَح شهية البعض على الأحلام القديمة بتقسيم المملكة الى قسمَيْن، والإمارات لن تكون دولة متّحدة أيضاً، وحتى إيران ستُستَنهض فيها شهيّة التقسيم وسط تعدّد القوميات فيها”.

وختم:”هذا مشروع خطير على مستقبل الممرّات المائية والتجارية المهمّة في المنطقة، وهو ما يرجّح فشله. فتلك الممرّات بحاجة الى استقرار دائم، خصوصاً أنها مهمّة للاقتصاد العالمي”.

أخبار اليوم

مقالات ذات صلة