التيار الوطني الحرّ ‘ينعى’ خيار جهاد أزعور
روسيا تدخل على خط أزمة الشغور الرئاسي في لبنان من خلال فتح قنوات حوار مع وليد جنبلاط وإبلاغها السعودية دعمها لسليمان فرنجية مرشح الثنائي الشيعي.
من المتوقع أن يصل بعد غد الأربعاء الموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان إلى بيروت والتوجه مباشرة إلى عين التينة للقاء رئيس حركة أمل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لمناقشته الحوار الوطني المتعلق لملف الشغور الرئاسي، بينما أعطى التيار الوطني الحر بقيادة وزير الخارجية الأسبق جبران باسيل، إشارات واضحة تفيد بتخليه عن دعم مرشح المعارضة للرئاسة جهاد أزعور في انقلاب على التقاطع السابق حول هذا الخيار.
وتأتي إشارات التيار فيما يواصل عقد لقاءات ثنائية مع حزب الله لم تتضح مآلاتها بعد، لكن الواضح أنها أثمرت حتى الآن إثناء حزب باسيل عن دعم جهاد أزعور بينما يواصل الثنائي الشيعي دعم ترشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
وجاء نعي خيار جهاد أزعور على لسان النائب عن التيار الوطني الحر آلان عون الذي قال في تصريح لبرنامج “نهاركم سعيد” على قناة ‘ال بي سي’ إن “هناك سلّة متكاملة مرتبطة بالمرحلة المقبلة، كما أن هناك مطالب وإذا تم الاتفاق على هذه السلة فتسهل عملية الاتفاق على اسم لرئاسة الجمهورية”، مضيفا “أزعور كان محاولة ولم تحصل على النتيجة المطلوبة واليوم نبحث عن خيار آخر”.
وكان متوقعا أن ينقلب التيار الوطني الحر على التقاطع الذي توصل إليه مع المعارضة بقيادة حزب القوات اللبنانية في الفترة الماضية حول دعم ترشيح جهاد أزعور للرئاسة لكن الثنائي الشيعي أسقط حينها هذا الخيار في الجلسة الثانية لانتخاب الرئيس بانسحاب نوابه ولم يحصل النصاب القانوني ولا التوافق على أي مرشح.
ويراهن حزب الله وأمل على طول النفس في هذه الأزمة وإطالة أمدها ودفع الجميع إلى أنه لا بديل عن خيار ترشيح سليمان فرنجية خاصة مع إخفاق التدخل الأجنبي من خلال اللقاء الخماسي الذي ترعاه فرنسا ويضم إلى جانبها السعودية وقطر ومصر والولايات المتحدة، في معالجة الأزمة.
وفي الوقت ذاته لا يبدو أن فرنسا التي من المقرر أن توفد لودريان يوم الأربعاء إلى بيروت، تملك تصورا واضحا لحل الأزمة أو جسر هوة الخلافات والانقسامات اللبنانية في ما يتعلق بأزمة الشغور الرئاسي.
وبالنسبة لبقية أطراف اللقاء الخماسي يبدو أن الكل في حالة ترقب ومراقبة لأي تبدلات في مواقف القوى اللبنانية، لكن بلا أي مؤشرات واقعية على أي حلحلة للأزمة.
ومع استمرار الجمود في الملف الرئاسي، دخلت روسيا كلاعب جديد على خط الأزمة في مسار مواز لكن مع تواصل أو عبر قنوات من أطراف اللقاء الخماسي وتحديدا السعودية التي تشدد على أنها تقف على مسافة واحدة من جميع خيارات القوى السياسية اللبنانية ولا تعترض على اي مرشح تقدمه تلك القوى با في ذلك مرشح حزب الله وأمل.
وبحسب معلومات أوردتها وسائل إعلام لبنانية بينها صحيفة ‘الأخبار’، فإن موسكو تتواصل مع النائب السابق وليد جنبلاط الذي بدأ بدوره يحيل كل التواصل في أي ملف إلى نجله تيمور الذي تولى زعامة الحزب التقدمي الاشتراكي خلفا لوالده.
وتقول المصادر ذاتها إن روسيا أبلغت عددا من العواصم العربية تتقدمها الرياض، بدعمها لترشح سليمان فرنجية (مرشح الثنائي الشيعي).
ونقلت ‘الأخبار’ عن مصادرها أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث في اجتماع مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان حول موقف بلاده من أزمة الشغور الرئاسي في لبنان وحمله رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تفيد بدعم موسكو لفرنجية.
وتعتقد روسيا حسب طرحها أنه يمكن للحوار مع الزعيم الدرزي (وليد جنبلاط) إحداث اختراق جدي، لكن إلى حد الآن لا توجد أي مؤشرات على إحداث المبادرات العالقة في الكثير من الحسابات السياسية سواء الإقليمية أو الدولية، اختراق جدي للأزمة.
ورغم الحراك متعدد الأطراف (محليا وإقليميا) يبدو أن الجمود في ملف الشغور الرئاسي مستمر لأشهر أخرى في انتظار ما ستحمله الفترة القادمة من تطورات.
MEO