عصبة الأربعة أشخاص من نايلون… في الإستقالة كالغزال!

روايات كثيرة تقرأها عن أصل أوراق اللعب الإثنتين والخمسين وفصلها، وهي المقسّمة على أربع فئات: الديناري ويرمز إلى فصل الصيف والهواء، والكُبّة ويرمز إلى فصل الربيع والنار، والبستوني ويرمز إلى فصل الشتاء والتراب، و»السباتي» أو الزهر ويرمز إلى فصل الخريف والماء. وثمة من ينسب هذه الفئات إلى طبقات المجتمع في القرون الوسطى. هذه المعلومات لا تهم الـ «بوكرجيي» هواةً ومحترفين، ما يهمهم هو المراتب الأربع العليا من كل فئة أي الـ «آس» ويشار إليه بحرف A ، والجد أو الملك ويحمل حرف K ، والملكة التي أنزلنا رتبتها لتصبح مجرّد «Dame»، والشاب أو الـ»فاليه» وحرف الـ V مطبوع على ورقته. أما الجوكر فمعبود لاعبي الميسر.

بأقلّ من أربعة لاعبين حول الطاولة الخضراء، لا طعم للعبة بوكر ولا لـ «دق بيناكل».

وفي الـ «طرنيب» والـ «400» و الـ «ليخة « والـ «جاكارو» والـ» تراكس» وهي تعني الحيل، وهناك «تراكس شراكة» و»تراكس كومبلكس». وجود أربعة على الطاولة إلزامي.

ننتقل إلى الرياضة، سباقات السباحة (البدل) يتألف الفريق من أربعة سبّاحين أو سبّاحات، وفي سباقات الجري/تتابع أربعة عدّائين يشكلون الفريق.

أما بعد، قبل أربعة أيام، سمعتُ للمرة الأولى من فم خبير مالي واقتصادي، من أصل أربعين ألفاً ينظّرون، اسمَي النائب الرابع لحاكم مصرف لبنان ألكسندر موراديان (أرمن كاثوليك ) وهو يوازي الـ فاليه» أو «القاشوش» في «ورق الشَدّة». والنائب الثالث بشير يقظان، هو للأسف الـ «دام»، أما السنّي سليم شاهين فيُتداول اسمه كثيراً هو الـ»كينغ»، ويبقى ممثل «الثنائي» في المصرف المركزي وسيم منصوري «آس» الحاكمية المسموعة كلمته في لاس فيغاس، إضافة الى الحاكم وباقي أعضاء المجلس المركزي نكون أمام مجلس ملّي.

لن أخوض في كفاءة نواب سعادة الحاكم رياض سلامة؛ هم من شكّلوا في ساعة عصيبة عصبة الأربعة. ركبوا على بغل واحد. وسيم تمسّك بحبل القيادة المربوط بالرسن. يدا سليم طوّقتا خصر وسيم، بشير تعلّق بسليم، ووجد المسكين ألكسندر نفسه على قفا الإرتجاج الخطير.

في زمن المِحْل باتت الأنظار مشدودة إلى الفرسان الأربعة، فهل يتولى الـ «آس» مهمات الحاكم المنتهية ولايته منتصف ليل الإثنين/الثلاثاء 31 تموز؟ أو يستقيل مع الجد والـ»دام» والـ»فاليه» دفعة واحدة؟

في بداية السنة الرابعة على تعيينهم كشف العباقرة الأربعة أنهم ما كانوا يوماً على اتفاق مع سياسات حاكم مصرف لبنان المالية. فما الذي أغراهم إذاً بـ»التلبيص» على كراسيهم الفخمة طوال هذه المدة كشهود زور؟

عصبة الأربعة أشخاص من نايلون، في الإستقالة كالغزال.

عماد موسى

مقالات ذات صلة