سفيرة السويد تغادر بيروت: رسالة “حزب الله” وصلت؟

لا تمثل مغادرة سفير السويد في بيروت، الأراضي اللبنانية، إلا ذروة توتر بين بلادها، وقسم كبير من اللبنانيين، تصدّرهم الشيعة انسجاماً مع مواقف عراقية وإيرانية منددة بسماح السويد بإحراق القرآن.

وبدت صورة السفيرة، آن ديسمور، وهي تغادر الأراضي اللبنانية، انتصاراً بالنسبة لكثيرين اعتبروا أن التحركات الميدانية اليوم الجمعة، تلبية لدعوة أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أدت الى هذه النتيجة، في مقابل آخرين من اللبنانيين لم يتعاملوا بجدية مع الحدث.

في الشق الدبلوماسي، ثمة أزمة دفعت السفيرة لمغادرة البلاد بهدف ترك مجال لتحركات سياسية ودبلوماسية من قبل دولتها لاحتواء الغضب، خصوصاً أن حجم التحركات التي استجابت لتعبئة سياسية، لم يعد ممكناً النظر اليها على أنها ردّ فعل على حدث بعيد. واجتاحت صور المتظاهرين مواقع التواصل، وتحركت كافة وسائل الاعلام العالمية لتغطيته، ما يشير الى أن حجمه أكبر من أن ينتهي بتنديد ومواقف مستنكرة.

ودعوة الحزب في بيروت، تماثل تحركاً سابقاً ضد الدنمارك تحت شعار “إلا رسول الله” في العام 2012 على خلفية أزمة مشابهة، وعالجتها كوبنهاغن بالأطر الدبلوماسية والسياسية، ولم يظهر تكرار للفعل السابق الذي استفز اللبنانيين.

وخرجت التحركات الميدانية اليوم الجمعة في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية. تزامنت مع تحركات مماثلة في بغداد ومدن عراقية أخرى، ومع أزمة دبلوماسية بين العراق والسويد. وفي الوقت نفسه، خرجت تحركات منددة في إيران، ما يحيل الحركة الاعتراضية الى إطار محدد يغلب عليه الشيعة ومرجعياتهم الدينية-السياسية.

المدن

مقالات ذات صلة