مستقبل ماغواير مع مانشستر يونايتد محل شك..

في الوقت الذي أكد فيه حارس المرمى الكاميروني الدولي أندريه أونانا أنه لم يتمكن من مقاومة فرصة اللعب لصالح مانشستر يونايتد الإنجليزي قادماً من إنتر الإيطالي، يبدو مستقبل المدافع هاري ماغواير الذي تم تجريده من شارة القيادة في الاستمرار مع «الشياطين الحمر» محل شك، فيما يأمل ميسون غرينوود المستبعد لأسباب أخلاقية في الحصول على فرصة للعودة.

وتعد صفقة أونان هي الثانية ليونايتد، ثالث الدوري وبطل كأس الرابطة، بعد التعاقد مع لاعب الوسط الدولي الإنجليزي ميسون ماونت من تشيلسي مقابل 55 مليون جنيه إسترليني (69 مليون دولار)، كما يتردد بأن النادي بات قريباً من حسم صفقة الدنماركي راسموس هويلوند، البالغ 20 عاماً، من أتالانتا الإيطالي.

ومع بدء الفريق معسكراته التدريبية استعداداً للموسم المقبل، الذي سيعود فيه يونايتد للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، تشعر جماهير النادي بعدم الرضا عن سياسية عائلة غليزر الأميركية (المالكة) في سوق الانتقالات، وحالة الارتباك الإداري، التي تسيطر على «أولد ترافورد» في ظل عدم وضوح الرؤية حول عملية بيع النادي.

وخاض يونايتد ثاني مبارياته التحضيرية بالفوز على ليون الفرنسي 1 – صفر في أسكوتلندا، بعد أن سبق وتغلب على ليدز 2 – صفر في أسولو الأسبوع الماضي.

ورغم ثقة الجماهير في المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ الذي أحدث طفرة بالفريق سواء على صعيد النتائج أو المستوى الفني، فإنها تشكك في عملية التدعيم التي تسير بشكل بطيء، مقارنة بالفرق المنافسة (آرسنال وتشيلسي وليفربول وسيتي) التي دعمت صفوفها بصفقات جيدة مبكراً.

وحددت عائلة غليزر نحو 120 مليون جنيه إسترليني لميزانية التعاقدات الجديدة، تم إنفاقها تقريباً على التعاقد مع ماونت وأونان، وهو ما يعني أن المدرب تن هاغ مطالب ببيع كل من هاري ماغواير والمهاجم السويدي أنتوني إيلانغا والبرازيلي فريد، وربما حتى المزيد من اللاعبين الآخرين، لجمع الأموال المطلوبة للصفقات التي يريد ضمها.

وخلال الفترة القصيرة التي قضاها في مانشستر يونايتد، كان من الواضح أن سياسة تن هاغ الصارمة والصريحة لن تخضع لأي ضغوطات من الأسماء الشهيرة أو أصحاب الخبرة بالفريق، وقد أكد ذلك بالإطاحة بالبرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو، ثم الإنذار القوي لماركوس راشفورد بإسقاطه من التشكيلة الأساسية بسبب حضوره اجتماعاً للفريق في وقت متأخر، ويعرف اللاعبون أنهم ليسوا في رحلة سهلة تحت قيادة الهولندي.

على مدار السنوات العشر الأخيرة بدا أن يونايتد ينجرف بلا هدف، ومع كل مدير فني جديد ترتفع الآمال ثم تنتهي بصدمات، حتى وصل تن هاغ بسياسته الصارمة والحذرة التي كانت بمثابة نسمة منعشة في أولد ترافورد.

القسوة التي يراها البعض في قرارات تن هاغ، هي نفسها التي أكسبته ثقة الجماهير، وقرار تجريد ماغواير من شارة القائد، هو قرار آخر من شأنه بلا شك استرضاء المشجعين الغير راضين عن مستوى قلب الدفاع. عندما تم تعيين ماغواير قائد ليونايتد من قبل المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير في يناير 2020، كان الجمهور يرى أن هذا القرار غير منطقي لوجود لاعبين أصحاب خبرة وأقدم منه بالفريق. لكن لأن ماغواير الذي وصل إلى يونايتد من ليستر سيتي بصفقة جعلت منه أغلى مدافع في العالم صيف 2019، كان على سولسكاير تبرير ذلك ومنحة الشارة، مشيداً بصفاته القيادية التي جعلت النادي يدفع 80 مليون جنيه إسترليني لجلبه.

لكن الانضمام إلى فريق من مكانة يونايتد، حيث يتوقع من اللاعب تقديم الأفضل أسبوعاً وراء أسبوع، يعني أن ماغواير كان مثقلاً بالفعل بكثرة الضغوطات، وزاد الأمر عندما غادر سولسكاير في نوفمبر 2021. وبدأ اللاعب الدولي الإنجليزي أول مباراتين في الدوري في عهد تن هاغ بأداء كارثي أدى لخسارة يونايتد 2 – 1 على أرضه أمام برايتو، ثم هزيمة قاسية أخرى 4 – 0 في برنتفورد، ليتخذ المدرب الهولندي قراراً بإبعاده عن التشكيلة الرئيسية، ولم يبدأ منذ ذلك حتى أواخر أكتوبر خلال الفوز 1 – 0 على وستهام. ولم يظهر ماغواير بعد ذلك سوى في ثماني مباريات فقط بالتشكيلة الأساسية بالدوري الموسم الماضي، وبات هو الخيار الخامس بالدفاع، حتى أنه تخلف عن لوك شو، الظهير الأيسر الذي كان يدفع به المدرب الهولندي أحياناً في قلب الدفاع. لقد أوحى ماغواير أنه مستعد للقتال من أجل العودة إلى خطط تن هاغ، ولكن يبدو أن قرار مدرب يونايتد بتجريده من شارة القيادة قبل أيام، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وربما إشارة إلى أنه يجب عليه البحث عن نادٍ آخر ومغادرة أولد ترافورد.

السؤال الذي يطرحه الجميع هو: إلى أين سيتوجه ماغواير بعد ذلك؟ هناك الثلاثي اللندني توتنهام وتشيلسي ووستهام الذين أعربوا عن اهتمامهم بضمه، في حين يشاع أيضاً أن نيوكاسل يراقب الموقف. والغريب أنه رغم تقييم أداء ماغواير السلبي مع يونايتد فإنه يعد أحد أبرز ركائز المدرب غاريث ساوثغيت في منتخب إنجلترا وكان ثالث أفضل اللاعبين أداءً بالفريق في كأس العالم 2022. ويرى ساوثغيت أن ماغواير جزء مهم من طريقة لعب إنجلترا، وقد أظهر ذلك بمكافأته باستدعائه لمواجهة مقدونيا الشمالية الشهر الماضي.

ويذكر أن مانشستر يونايتد قد قام بخطوة غريبة الثلاثاء بتعاقده مع مدافعه الآيرلندي السابق جوني إيفانز بعقد قصير الأمد، في موقف قد يكون إشارة إلى التخلي عن خدمات ماغواير. وكشف يونايتد أن إيفانز الذي انتهى عقده مع ليستر سيتي يوم 30 يونيو (حزيران) الماضي، سيكون ضمن خطة الفريق التحضيرية للموسم الجديد. وأبدى تن هاغ إعجابه باللاعب البالغ من العمر 35 عاماً، بل منحه الفرصة في المواجهة الودية أمام أولمبيك ليون الفرنسي.

وهناك لاعب آخر يأمل أن يحصل على فرصة جديدة في مانشستر يونايتد، وهو ميسون غرينوود. وإذا حدث هذا، فإن هذا سيعني أن تن هاغ لن يتسرع في البحث عن مهاجم صريح. لكن وضع غرينوود المعقد منذ أن تم القبض عليه في يناير (كانون الثاني) 2022 ووجهت إليه في أكتوبر (تشرين الأول) التالي تهمة محاولة الاغتصاب والسلوك القسري والاعتداء على صديقته. ونفى غرينوود كل التهم الموجهة إليه عاد لخطيبته التي اقترب أن يرزق منها بطفله الأول، لتسقط المحكمة هذه التهم بالفعل في فبراير (شباط) الماضي. لكن يونايتد الذي استبعد اللاعب تماماً منذ بداية هذه الحادثة لم يتخذ بعد أي قرار يتعلق بمستقبل غرينوود، الذي كان ينظر إليه على أنه أحد أفضل المواهب البريطانية التي تخرجت في أكاديمية أولد ترافورد.

إلى ذلك أكد حارس المرمى أندريه أونانا أنه لم يتمكن من مقاومة فرصة اللعب لصالح مانشستر يونايتد، وقال الكاميروني البالغ من العمر 27 عاماً: «أريد فعلاً بدء هذه المغامرة المثيرة مع مدرب أعتبره شخصياً مايسترو».

ولعب الحارس سابقاً تحت إشراف الهولندي تن هاغ عندما كانا سوياً في أياكس أمستردام وحققا لقب الدوري ثلاث مرات. وأضاف: «سألعب في دوري عظيم ولنادٍ عريق يملك تاريخاً كبيراً كما كانت الحال مع إنتر. من المهم جداً أن تكون صريحاً وتخبر العالم الحقيقية. أنا من الأشخاص الذين يعشقون التحديات، واللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في نادٍ مثل يونايتد لا يمكن مقاومته».

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة