الثنائي : “ما في بالميدان الا سليمان”… “قاعدين وخير ان شاالله”!
فشلت اللجنة الخماسية في رسم طريق الخروج من الانسداد السياسي نحو بداية الحل عبر طاولة حوار تبين أنها هي من يحتاجه في البداية قبل لبنان. هذا الفشل لم يفاجئ أحداً خصوصاً المقتنعون بأن فرنسا لن تنجح في أبسط الخروق و”ان شاالله تمون على حالها”، وبدل أن تقلل من الأطراف المعارضة لمبادرتها وحراكها الرئاسي زادت منهم خصوصاً الثنائي الذي أعطاها الدفع الأكبر منذ بدء الشغور.
والسؤال: هل دخلنا مرحلة جديدة عنوانها البحث عن تسوية جديدة على قواعد مختلفة؟
يقول مصدر رفيع من الثنائي لموقع “لبنان الكبير”: “ان الوضع سيبقى على ما هو عليه الى أن يقتنع الطرف الآخر بضرورة الحوار على الطاولة وبتسوية تراعي التوازنات وتواكب تطورات الاقليم، فالرهان على حرب مع اسرائيل يقلب المعادلة غير وارد لأن لا الاسرائيلي يريد حرباً ولا نحن، والدفع باتجاه فوضى داخلية وخربطة في الشارع من باب المطلب المعيشي لن يصل الى مستوى الضغط الذي يطمحون اليه للي ذراعنا لأننا لن ننجر الى أي فتنة أو مواجهة. والقول ان تحويل لبنان الى نقطة ساخنة سيلفت الأنظار الينا ويرفع الورقة اللبنانية الى سلم الأولويات ليس صائباً فلنقل بصراحة وليفهمها كل حسب ما يريد: من قال اننا نريد تشكيل خطر على المحيط للضغط باتجاه الحل؟ وليسمحوا لنا: بغض النظر عن الرابح والخاسر ولا نريد الدخول في هذه المعادلة المستفزة للبعض ومقتنعون بأن هذا المنطق لا يوصل الى تفاهمات وحلول، ولكن أنظروا الى الوضع في السعودية والعراق وايران واليمن وسوريا والخليج… لماذا قصر النظر؟ المنطقة دخلت في تسويات تاريخية والمشروع أصبح أكبر بكثير من حساباتهم وتفاصيلهم المملة، وقد لمسوا بأم العين هم ومن يدفعهم باتجاه سياسة التعنت للوصول الى تحقيق المكاسب الأكبر، أن هذا الأمر وهم لن يحصل، ففي أشد الأزمات وصراعات المنطقة العظمى لم يحققوها كيف الآن ونحن تحت مظلة اتفاق سعودي – ايراني يتمدد الى عمق الملفات؟”.
يضيف المصدر: “بغض النظر عن تحلل الدولة ومؤسساتها الآخذ في الانحدار والذي لا نريده بالتأكيد، مظاهر الناس تجنح نحو مزيد من الصمود والتكيف مع الأزمة، وهذا يجعل الممانعين الجدد أو سنقولها بالفرنجي حتى لا يتحسسوا new objectors يراهنون على واقع جديد يفرضونه من خلال معارضتهم لكل الحلول ولا يتنازلوا علماً أن فن التنازل في السياسة، مدرسة وعلم”.
ويؤكد المصدر “ما في بالميدان الا سليمان”، وكل أوراق المرشحين الآخرين سقطت، وبالنسبة الينا مقتنعون بأن مشروع المنطقة يكتمل مع فرنجية و”الصبر جميل… وخير ان شا الله”.
المصدر يجزم بأن “لا خطة باء ولا خيار ثالث لدى الثنائي ولا ثقة الا به وكل المرشحين الآخرين احترقت ورقتهم وآخرهم (جهاد) أزعور الذي فهم اللعبة وعاد الى منصبه وحياته ولم يقبل حتى بمفاتحته بمنصب حاكم لمصرف لبنان… ما بعد تموز العين فقط على الدولار الذي يبدأ رحلة ما بعد الـ ١٠٠ ألف”، لكنه يعلق آمالاً كبيرة على التنقيب الآتي من بحر آب ما سيريح الوضع قليلا ويخفف من الضغط على الليرة، ويعطي لبنان مساحة صمود اضافية الى العام المقبل.
اذاً، الفراغ مستمر ويتمدد ولعبة عض الأصابع على نار هادئة… من يصرخ أولاً؟
ليندا مشلب- لبنان الكبير