عن عراضة حمية: سيادي «باب أوّل» فوّت عليه سماع مضبطة الإتهام و»تربيح الجميلة»!

قبل سنتين وعشرة أيام، اجتمع ذو الشعر اللمّاع في السراي الحكومي مع ممثلي عدد من البعثات الديبلوماسية الدولية في لبنان، وبينهم سفيرة فرنسا العظمى آن غريو، تحدث يومها عن حصار لبنان اقتصادياً، وهذا التوصيف مستعار من أدبيات المرشد الأعلى ومطولاته، فأخذت سعادة السفيرة الفرنسية «الميكرو» وردّت على رئيس الحكومة العاجزة بنبرة حادة محمّلة «المتعاقبين» على حكم لبنان المسؤولية عن أزمة البلاد، كما حمّلت حكومة دياب «مسؤولية كبرى عما وصلت إليه البلاد خلال العامين الماضيين بسبب عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل الحصول على قرض البنك الدولي والذي من شأنه أن يوفر السيولة اللازمة دون الحاجة لطلب المساعدات من الخارج»، وتوجهت إلى ذي الشعر الأسود اللمّاع: «الإفقار نتيجة فشلكم».

قطعوا البث المباشر ولم ينقطع نشر الغسيل على مدى سنتين.

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان «برش» المسؤولين على مراحل، كما «تُبرش» أفرُخ اللقز وذكور الجربيدي، وعاد إلينا «حمامة سلام بيضا رفّت» فوق دوحة قطر وفوق دوحة عرمون، كما أنّ فخامة الرئيس ماكرون ما قصّر يوماً في حق الطبقة السياسية توبيخاً وتقريعاً. وفي مناسبة 14 يوليو العزيزة على قلوب اللبنانيين فاصل تقريع جديد بتوقيع مدام غريو. نشرتنا على صنوبرات بيروت.

وزير الأشغال العامة المتفرنس الـ «شببلك» الـ «زكرت» الـ «ميدياتيك» المحسوب على «الثنائي الشيعي الوطني الممانع التعطيلي» علي حميه رفض الدخول إلى حديقة قصر الصنوبر، ففوّت عليه سماع مضبطة الإتهام و»تربيح الجميلة». إعترض كسيادي «باب أوّل» على الإجراءات الأمنية القاضية بمرور المدعوين على ماكينة فحص المعادن والأسلحة. اعتبر صاحب المعالي والمنجزات الخارقة أنّ هذه الإجراءات خرق للسيادة الوطنية. لو أنّ أمن «الحوزب» فتشه ثلاث مرات لشَعر بقشعريرة الإنتماء إلى الوطن السيّد. بالمناسبة كيف فات وزير الباصات أنّ قصر الصنوبر أرض فرنسية من أيام جدّ جدّها لمدام غريو وتخضع للسيادة الفرنسية الكاملة؟

في عراضته نسي حميّة الأمر. كما نسي القيّمون على حفل السفارة، في معرض تدابيرهم، نصب أبواب لكشف الكذب وماكينات لكشف النوايا وآلات للكشف عن الأموال غير النظيفة، وأخرى للكشف عن الذكاء المبكر، و»سكانر» لكشف الفساد، وآخر لكشف آثار الليلة الماضية.

لو لجأ أمن السفارة الفرنسية إلى مثل هذه الإجراءات لاقتصر الحفل على سعادة السفيرة وعلى رهط من المظليين الفرنسيين.

لافتاً كان استياء بعض الصغار من كلام سفير غربي ضنين بمصلحة لبنان أكثر من أهل البلد، (من دون إغفال مصالح بلاده العليا والوسطى) متخطين مرحلة ذهبية كان كبارهم يمثلون أمام حاكم لبنان في عنجر وهم في كامل وعيهم السياسي.

عماد موسى

مقالات ذات صلة