ما مصير الدولار في الفترة المقبلة: هل ما حصل مؤخراً بروفا تمهيدية لما هو أكثر خطورة؟

“صيرفة” تُشعل الدولار… والعين على نواب الحاكم!

عاد الدولار في لبنان ليتصدر الساحة النقدية من جديد بعد ارتفاع مفاجئ نهاية الأسبوع الماضي ملامساً عتبة الـ 100 ألف ليرة، وذلك لساعات قليلة قبل أن يعاود الانخفاض وسط سلسلة من الشائعات والتحليلات التي ضغطت على سعر الصرف في السوق الموازية أبرزها توقف بعض المصارف عن العمل بمنصة “صيرفة” وإمكان استقالة نواب حاكم مصرف لبنان من مناصبهم.

عاصفة الدولار التي هبت على الليرة اللبنانية أعادت إلى الأذهان حالة الفوضى التي أصابت سوق العملة الخضراء قبل عدة أشهر، وهو أمر بات تكراره رهن السيناريوهات التي ستُرسم لملف الحاكمية في الأيام المقبلة ولمصير منصة “صيرفة” على الرغم من تأكيد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة استمرار العمل على المنصة كالمعتاد، وعلى القواعد المعتمدة نفسها من مصرف لبنان منذ آذار الماضي، معتبراً أن كل الأخبار المتداولة عن بعض المصارف في عدم التزامها بالعمل عبر المنصة عار من الصحة.

بات من الواضح أن اقتراب انتهاء ولاية سلامة سيضع المزيد من الضغوط على سعر صرف الدولار في السوق السوداء نظراً الى التشابك الوثيق للأزمتين (أزمة الحاكم وأزمة الدولار). كما أن الغموض لناحية استمرار العمل بمنصة “صيرفة” بات يقلق المستفيدين منها لا سيما موظفو القطاع العام، فعلى الرغم من الشوائب التي تكمن في تفاصيلها والخسائر التي ألحقتها بـ “المركزي”، إلا أن البديل عنها غير متوافر في الوقت الراهن وهو أمر سيكون بتصرف بديل الحاكم.

تذبذبات سعر الصرف التي تعكس الاضطرابات والتوترات وحالة القلق حول التغييرات المحتملة التي لا تزال مجهولة على مستوى مصرف لبنان وقراراته بعد انتهاء ولاية الحاكم لا سيما تلك التي تنعكس مباشرة على سعر الصرف، سيكون لها حتماً تأثير سلبي على مسار الدولار في الفترة المقبلة. وبانتظار قرار نواب حاكم المصرف الذين لا يرغبون في قيادة سفينة الحاكم الغارقة مع ما يترافق من عدم يقين حول كيفية إدارة السياسة النقدية، سيكون قرار الحفاظ على الاستقرار بحده الأدنى من المهام الصعبة التي تتطلب اتخاذ إجراءات لدعم العملة الوطنية وتعزيز الثقة بالسوق المالية لمواجهة أي خضات مفاجئة قد تعكر صفو الدولار.

قد يبدو من الصعب التكهن اليوم بمصير الدولار في الفترة المقبلة على الرغم من أن الخضة التي شهدتها الأسواق كانت متوقعة عاجلاً أم آجلاً، فالغموض الذي يتحكم بالأسواق سيدفع بالمشككين بقدرة نواب الحاكم على الامساك بقواعد اللعبة إلى اللجوء إلى السوق لشراء الدولار خوفاً من توقف عمل المنصة كمصدر رئيس لهم لتأمين العملة الخضراء. كما أن الحاجز النفسي الذي لم يتخطاه مسار الدولار لا يزال المسبب الأساس لأي ارتفاع أو انخفاض في قيمته، فضلاً عن أن هشاشة الدولار لناحية العوامل التي تتحكم بالعرض والطلب بطريقة عشوائية ستفتح المجال أمام مرحلة جديدة من اللااستقرار، وقد يكون ما حصل مؤخراً بروفا تمهيدية لما هو أكثر خطورة.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة