عُرف انقلابي جديد ينهي التقاطع الظرفي والتكتيكي بين “التيار” والمعارضة ؟

هل انتهى التقاطع الظرفي والتكتيكي بين “التيار الوطني الحر” والمعارضة؟ سؤال طرحه العديد في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد جلسة 14 حزيران وكلام رئيس “التيار” جبران باسيل عن انفتاحه على الحوار والتلاقي على شخصية ثالثة بعدما تقاطع مع المعارضة على الوزير السابق جهاد أزعور.

وبعد كلام باسيل ونوابه، اتضحت صورة عودة العلاقات بين “التيار” وحليفه السابق “حزب الله” بعد قطيعة إستمرت عدّة أشهر وتلويح بإنهاء اتفاق مار مخايل الذي دام 16 عاماً بينهما، والأهم من كل ذلك الاختلافات الجوهرية الواضحة بين “التيار” والمعارضة وتحديداً حزب “القوات اللبنانية” الرافض الدعوة الى الحوار جملةً وتفصيلاً، وقد برز في اليومين السابقين قول رئيسه سمير جعجع عشية الاجتماع الخماسي في الدوحة: “فليتوقفوا عن الانتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، فلهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري، وهو أن يقوم النواب في مجلس النواب بانتخاب رئيس”.

وفي المقابل، تمايز رئيس “التيار” جبران باسيل في موقفه المؤيد للحوار البنّاء، معتبراً أن “أي حوار مرغوب اذا كانت النتيجة سريعة، ومَرذول اذا كان لاضاعة الوقت”.

وحول إنهاء هذا التقاطع الظرفي، أشارت أوساط المعارضة عبر “لبنان الكبير” الى أن “الموضوع رهينة تصرفات باسيل، ويجب أن نرى الى ماذا ستفضي عملية اعادة حواره مع حزب الله، فاذا لم تؤدِ الى ما يُرضيه قد يبقى على تقاطعه معنا، واذا أفضت الى نتيجة أخرى تعجبه فسيتخلى ربما عن هذا التقاطع، الذي يكون قد أنهاه في حال قرر الذهاب نحو الحزب، أما نحن كمعارضة فمستمرون في معركتنا بأزعور حتى آخر المطاف”.

يزبك: لا وحدة نوايا مع باسيل
وأكد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك “أننا لا نتفق مع باسيل الا على التقاطع على ترشيح أزعور، وليست هناك وحدة نوايا بيننا وما نبغيه نحن من انتخاب أزعور عكس ما يبغيه التيار، خصوصاً وأن باسيل بدأ بحوار مع حزب الله قد يفضي الى التخلي بحسب رغبته أو تمنياته عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والبحث اما في اعادة اعتبار ترشيح باسيل أو البحث في مرشح ثالث”. وقال: “بالنسبة الينا تقاطعنا معه كان واضحاً وصريحاً من الأساس، وبيد باسيل الاستمرار فيه أو تعطيله في حال اعتبر هذا التقاطع ظرفياً وتكتيكياً أراد منه الوصول الى أشياء أخرى”.

وأشار يزبك الى أن “هناك تمييزاً واضحاً في خطاب رئيس القوات الدكتور سمير جعجع وما قاله رئيس التيار جبران باسيل ويشير الى أنه يقبل بحوار يؤدي الى نتيجة ما، وفي المقابل نحن لا نقبل بأي حوار لأن هذا يُعد عملية استدراج من الثنائي الشيعي لنا أو من فرنسا أو أي جهة داخلية أو خارجية للعمل خارج الأطر الدستورية، وبالتالي هذا لا يؤدي بالضرورة الى انتخاب رئيس، واذا انتخب الرئيس فقد لا يكون الذي نريده من خلال مواصفاتنا الموضوعة”، معتبراً أن “مرجعنا اليوم والفيصل في الأزمة الرئاسية هو الدستور والقيام بجلست مفتوحة مخصصة تفضي في نهايتها الى انتخاب رئيس للجمهورية، وكل ما عدا ذلك هو نوع من الالتفاف على الدستور وادخال عُرف انقلابي جديد بأن لا ينتخب رئيس من دون عملية حوار، ونحن نرفض هذا التعطيل رفضاً قاطعاً”.

عطا الله: التقاطع قائم
في المقابل، اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطا الله أن “تقاطعنا مع المعارضة لا يزال حتى هذه اللحظة قائماً وإن كانت المواقف المبدئية فيها نوع من الاختلافات، والجلسات بيننا متتالية ونتحاور حول موضوع الموقف من الحوار، وبكل صراحة كنا نحاول العمل على موقف موحد من الكتل الأساسية الموجودة في المعارضة والكتل المسيحية تحديداً لكن لم نصل بعد الى أي نتيجة وهناك احتمالية أن نتفق على هذه النقطة”.

وحول إعادة التواصل مع “حزب الله”، أكد عطا الله أن “كل حوار ايجابي مرحب به لدينا، واليوم الحوار بيننا وبين الحزب انطلق بعد جلسة 14 حزيران، والحزب تلمس بصورة واضحة وقاطعة الخطأ الكبير الذي ارتكب في الطريقة والمقاربة التي فعلها في الانتخابات الرئاسية، وحتى هذه اللحظة لا شيء من حيث النتيجة ايجابي، انما عودة انعاش التواصل بيننا وليس هناك أكثر من ذلك، ولا حتى العودة عن خيارهم سليمان فرنجية”.

ورأى أن “موقف جعجع من الحوار يمكن أن يُفهم من باب الحرص على عدم إضاعة الوقت لكن ليس هناك حل، واذا لم نقم بهذا الحوار الذي يجب أن يكون مشروطاً بمكانه وتوقيته وبرنامجه ونتيجته يكون هناك الزام للمجلس النيابي كي يقوم بجلسات متتالية من أجل انتخاب رئيس، والا نكون أمام حل بأن يدعو رئيس المجلس نبيه بري الى جلسات متتالية، لكن هل هذا الأمر ممكن؟ اذا كان الدكتور جعجع يستطيع أن يضمن قيام الرئيس بري بهذا الفعل فنحن لا نريد حواراً ولا مضيعة للوقت، وفي حال لا يستطيع ضمان هذه النقطة لا يمكننا رفض الحوار من دون وجود بدائل”، موضحاً “أننا لا نغلق الأبواب ونقول بأننا لا نريد التحدث والتحاور مع أي طرف”.

أضاف عطاالله: “موقفنا نابع من هذه المقاربة، ونؤكد رفضنا لاستغلال الحوار أو أي نقاش بين الأطراف من أجل كسب المزيد من الوقت بانتظار عوامل خارجية لن تأتي. لذلك، بالنسبة الينا الحوار يجب أن يكون محدداً بمدّة زمنية سريعة، وببرنامج واضح حول رئاسة الجمهورية وعدم الدخول في متاهات أخرى لاضاعة الوقت أو البوصلة”.

اية المصري- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة