إيران في مواجهة «الخماسية» بالتكتيك التقليدي… للفوز بكرسي بعبدا!
باجتماع اللجنة الخماسية أمس في الدوحة، يكون التوجه العربي والدولي قد أخذ طريقه، لبلورة مبادرة حل للأزمة اللبنانية، تشمل الرئاسة، وربما تتجاوزها إلى التوافق حول تشكيل الحكومة الجديدة وخطة الإصلاح.
قبل اجتماع الأمس، كان واضحاً أنّ مرحلة جديدة قد بدأت على أنقاض المبادرة الفرنسية القديمة، وربما الجديدة المتمثلة بالحوار، فاجتماع اللجنة الخماسية، بُني على رفض واضح لترشيح سليمان فرنجية، وعلى التفتيش عن المرشح الذي يمكن أن يكون عنواناً للتوافق، ولكن ليس على قاعدة المبادرة الفرنسية، التي تنتهي إلى معادلة أنه لا يمكن انتاج حل إلا بموافقة «حزب الله»، بل وفق معادلة أنه لا يمكن القبول بحل يقوم على تسليم الرئاسة لـ»حزب الله».
وسجلت قبل اجتماع الأمس اتصالات أجراها الجانب القطري بعدد من قيادات الصف الأول، للحصول على ما يمكن أن يكون مادة لنقاش توافقي، وسأل الجانب القطري عما وصل إليه الوضع الداخلي، ودوّن أفكاراً واقتراحات، من دون أن يسأل عن أسماء المرشحين المقبولين، ومن دون أن يدخل في التفاصيل، بل اكتفى بالاستماع إلى وجهات النظر المتعددة التي كانت على طاولة اجتماع الأمس، كجزء يكمل الصورة التي حاول «حزب الله» فرضها، أي الصورة التي تفيد بأنّ المرشح الوحيد هو سليمان فرنجية، وما على جميع القوى سوى القبول به سواء عبر الحوار أو عبر الخضوع لعملية استنزاف زمنية طويلة. في موازاة النشاط القطري، الذي سبق عقد اللقاء الخماسي، وهو النشاط المنسّق مع السعودية، كانت المملكة تعبّر عن تحفظها على تعطيل المؤسسات الدستورية، وتُبلغ الجانب الفرنسي بأنّ الحوار الذي يسعى إلى ترتيبه، سيحلّ مكان المؤسسات وهو أمر سلبي، وبالتالي عُلم أنّ المملكة لن تغطي المبادرة الفرنسية الثانية، ولن تشجّع على استنزاف الوقت تحت عنوان الحوار.
أمام هذا المشهد، يتشبث «حزب الله» بترشيح سليمان فرنجية حتى إشعار آخر، وهذا التشبث مرشح للمزيد من التصاعد، على ايقاع المراوحة في الحوار الاميركي- الإيراني، الذي قد لا تبصر نتائجه النور في وقت قريب، علماً أنّ الجانب الإيراني متمسك بالتكتيك التقليدي، أي بإحالة الوسطاء إلى الضاحية الجنوبية، التي بدورها، تعلّق انتخابات الرئاسة للفوز بكرسي بعبدا، مع ما يعنيه هذا الكرسي وهذا التوقيع من أهمية لمشروع السلاح، الذي يخطف قرار الدولة المركزية، ويضعها في جيبه، مستعملاً المؤسسات الدستورية كواجهة لمشروعه، وربما من أجل هذا لا يتوقع أن يتخلى «حزب الله» عن فرنجية بالسهولة أو بالسرعة التي يتصورها البعض.
اسعد بشاره- نداء الوطن