كلّ يغني على ليلاه: متى تضرب السعودية يدها على الطاولة… ويبدأ الجد؟

كلّ يغني على ليلاه.. أميركيًا وفرنسيا وسعوديا وقطريا.. ومسيحيا!

 

تجتمع اليوم اللجنة الخماسية المعنية بالشأن الرئاسي اللبناني في الدوحة ومن المفترض أن يوافيها الى هناك المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لنقل ملاحظات اللجنة واقتراحاتها الى الأليزيه قبل ان يعود للمرة الثانية الى لبنان حاملا بعض الطروحات المتعلقة بالحوار في مجلس النواب بين رؤساء الكتل النيابية.

لا يبدو وضع اللجنة الخماسية افضل حالا من التيارات السياسية اللبنانية التي يمكن القول إنها صدّرت انقساماتها وخلافاتها اليها، فلكلٍ من اعضاء اللجنة الخماسية توجهاته التي أدت مع بداية اجتماعاتها الى خروج تبايناتها الى العلن.

تسعى فرنسا في الاجتماع الى تثبيت مبادرتها بشقها الاول المتعلق بالمرشح الرئاسي سليمان فرنجية بعدما سقط شقها الثاني المتعلق بالمرشح لرئاسة الحكومة نواف سلام.

وتنطلق فرنسا من الواقعية السياسية التي تؤكد انه لا يمكن تجاوز قاعدة نيابية ثابتة قوامها 51 صوتا ومن بينهم كامل نواب الثنائي الشيعي تدعم وصول سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، في وقت كان فيه التقاطع على الوزير السابق جهاد أزعور لمرة واحدة فقط ومن بعدها تفرق المتقاطعون وقاطعوا بعضهم البعض وعادوا الى بناء المتاريس السياسية.

السعودية تقف على الحياد انسجاما مع مواقفها السابقة بعدم التدخل بالاستحقاق الرئاسي، وإن كانت تنظر بواقعية الى المبادرة الفرنسية، في حين يرى البعض انه عندما تضرب السعودية يدها على الطاولة عندها يبدأ الجد بالاستحقاق الرئاسي.

قطر تريد قائد الجيش العماد جوزيف عون وهي تسوّق له منذ فترة وترسل الموفدين الواحد تلو الآخر الى لبنان لقراءة تطورات مواقف التيارات السياسية منه، وهي اليوم استأنفت تحركها في ظل تنامي الحديث عن طرح الخيار الثالث.

أميركا تعمل في الاستحقاق الرئاسي على القطعة فتارة تدعم ميشال معوض وتارة أخرى تدعم جهاد أزعور ولا تضع فيتو على سليمان فرنجية ولا مانع لديها بقائد الجيش، ما يشير الى أن الاميركي يعتمد قاعدة “إذهبي أنى شئتِ فخراجك سيعود اليّ”

اما مصر فهي لا تدخل في المبادرات والتسميات لكنها تتطلع الى كيفية الوصول الى نتيجة ايجابية في انتخاب رئيس الجمهورية.

في لبنان ترقب من التيارات المسيحية المنقسمة على نفسها والمتنافسة شعبويا.

وقد بات واضحا أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يسعى الى تعطيل أي مبادرة رئاسية لفرنسا انطلاقا من تصفية حسابات مع قيادتها التي سبق واتهمها بانها تدخل في صفقة مع حزب الله على خلفية الاستحقاق الرئاسي، وهو اليوم يسعى للوقوف بوجه مقترحات اللجنة الخماسية حيث قال أمس بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي: “لا يعذبوا قلبهم وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب بمجلس النواب بانتخاب رئيس”.

ويخشى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من مقترحات تصدر عن اللجنة الخماسية تعزز حظوظ قائد الجيش، حيث سارع الى فتح النار عليه بافتراءات من خارج النص ولا مناسبة أو مبرر لها، كما لجأ الى إعادة وصل ما إنقطع مع حزب الله بالركون الى الحوار مجددا عله يعزز من خلاله جبهة الرفض للقائد، كما قام أمس بتجهيز الارضية لمواجهة أي قرار قد يصدر عن اللجنة الخماسية لا يصب في مصلحته حيث قال في تغريدة أمس: “اي تدخل خارجي مرحّب فيه ليساعدنا، ومرفوض اذا اراد فرض علينا خيارات لمصلحته؛ واي حوار مرغوب اذا كانت النتيجة سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت”..

غسان ريفي- سفير الشمال

مقالات ذات صلة