انزعاج وتوّجس باسيلي من قطر: أين المصلحة اللبنانية من صراع قطر والسعودية الخفي؟”!
ثلاثة مؤشرات تشي بأن المبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان لن يحمل بذور الحل الرئاسي ولا أمل لديه في إيجاد قاسم مشترك بين اللبنانيين وتحويل التقاطعات السلبية الى توافقات وطنية:
– خطاب السفيرة آن غريو التأنيبي في اليوم الوطني الفرنسي، والذي يترجم حسرة فرنسية تستبق مهمة لودريان. فلو كانت المعطيات الفرنسية مطمئنة لما استخدمت الديبلوماسية خطاب توصيف وإدانة للطبقة السياسية بدلاً من خطاب الأمل الرئاسي.
– خطاب البطريركية المارونية التصعيدي في وجه من سمّاهم سيد بكركي أصنام السلطة والسلاح والمصالح الشخصية، ممن يعطلون انتخاب الرئيس ويدمرون المؤسسات. فلو كان في جعبة بكركي أي معلومات إيجابية من الفاتيكان وغيرها من عواصم العالم عن أي تحرك دولي قد يؤدي الى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، لما استمر البطريرك بشارة الراعي في خطابه التصعيدي.
– دفع الدول الخمس باتجاه الانعقاد من جديد للبحث في الملف اللبناني، وهذا ما يؤشر الى الاستعصاء الداخلي.
عشية انعقاء اللقاء الخماسي، تتوجس مصادر مقربة من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من انعقاده في قطر، وتقول لموقع “لبنان الكبير”: “إن الدوحة تعيدنا بالذاكرة الى رئاسة ميشال سليمان، وهذا ما نخشاه، ليس من جهة ارتفاع أسهم قائد الجيش جوزيف عون، انما من جهة علامات الاستفهام التي تعترينا، أين المصلحة القطرية؟ وأين المصلحة اللبنانية من صراع قطر والسعودية الخفي؟”. وتضيف هذه المصادر: “لا نعتقد أن المملكة تقبل بأن تسمّي قطر رئيساً للجمهورية اللبنانية أو حتى أن تزكيه، وخصوصاً أن السعودية لم تتدخل في لعبة الأسماء أو التزكيات الداخلية”. لذلك، يعتبر فريق رئيس التيار أن هذه الخماسية ستصطدم بالتناقضات، مثلاً بين الموقف الفرنسي والآخر الأميركي، وبين القطري والسعودي، في حين أن مصر الطامحة الى استعادة دورها غير قادرة على هذه القفزة النوعية. وبالتالي لن تكون هذه الخماسية سوى نوع من الاجتماع لتنسيق المواقف أو لتهدئة الخواطر أو لكسب الوقت، إنما المؤكد أنها لن تحمل الحل السحري للبنان، والمؤشرات المتمثلة في أزمة الحاكمية والانهيار المالي والاقتصادي وهلع المواطنين جراء مصير “صيرفة”، بالاضافة الى الوضع الاجتماعي والانكشاف الطبي والخلافات السياسية الداخلية، كلها مؤشرات تدل على أن الحل في لبنان سيأتي على ظهر التعب والانهاك.
يراهن باسيل على هذه التناقضات الخماسية لتمرير الوقت الى حين تسريح قائد الجيش في العاشر من كانون الثاني وإحراق حظوظه، وفي الأثناء أعاد التواصل مع “حزب الله” تحسباً لتسوية دولية وإنعطافة باتجاه الخيار الثالث، في استراتيجية تجعله يحافظ على حلفه الرابح مع الحزب، ويُسقط رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزيف عون في آن. غير أن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله أكد في العلن أنه لا يزال متمسكاً بدعم فرنجية وأن لا تراجع عن المواصفات التي يراها فيه، لأن الضمانة هي في شخصه لا في الضمانات المكتوبة.
فما الهدف إذاً من الحوار الثنائي؟ تقول مصادر مقربة من باسيل لموقع “لبنان الكبير”: “إن رئيس التيار رأى أن التموضع المسيحي المستجد على الوزير السابق جهاد أزعور لا يخدم أهدافه وقضية رئاسة الجمهورية وبرنامجه، وخصوصاً أن القوات اللبنانية استمرت في هجومها على التيار في أصغر التفاصيل. لذلك فإن إعادة الانفتاح على حزب الله يرجى منها إيصال رسالة الى الحلف المسيحي الظرفي أن لدى باسيل خيارات أخرى، ولكن لن يصل الى حد النعم لسليمان فرنجية”.
أما بالعودة الى النافذة الاقليمية، فعلم موقع “لبنان الكبير” أن استطلاعاً قطرياً استبق حضور مبعوث خاص الى بيروت لجس نبض القوى اللبنانية ومدى تجاوبها مع طرح الحوار الوطني في الدوحة. صحيح أن غالبية القوى السياسية تجاوبت مع مطلب الحوار، الا أن من رفض الحوار الداخلي رفض أيضاً الحوار الخارجي.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير