جبران «انجرحت» أحاسيسه: ديما صادق والحكم الجائر و«المعيب» و«التعسّفي»!
نُعِتَ الأخ نبيه بري بـ»البلطجي» وقيل بحركته ما لم يقله مالك في الخمرة، ولم تتقدم «أمل» ورئيسها بأي دعوى إلّا في وجه القاضية المثيرة للجدل، فكانت دعوى مزدانة بتشكيلة من التهم.
لا يذكر التاريخ أنّ بشير الجميل وخلفاءه الأربعة لاحقوا من نعت «القوات اللبنانية» بـ «الانعزالية» و «التقوقع» و «التطرّف».
ولم يقاضِ كمال جنبلاط ولا وليد ولا تيمور من ينعت التقدمي الإشتراكي بحزب «الإقطاع السياسي».
حتى «ضمانة الجبل»، أمير خلدة وما بعد بعد خلدة، لم يلجأ إلى القضاء لتأديب المتطاولين على الحزب الديموقراطي اللبناني.
وكم مرة سمعنا تصريحات عن حزب «حرّاس الأرز» المتصهين. لا إتيان صقر رفع قضية في وجه مطلقي هذه التصريحات ولا قادته تحركوا في أروقة قصر العدل.
كل الشيوعيين، عن بكرة ابيهم، أفرغوا ما في جرابهم ضد الطغمة الحاكمة والأوليغارشية على مدى عقود ولم تصل إي قاضية إلى حد الحكم بربط لسان خالد حدادة أو ما يوازيه في الإعلام سلطةً ومهابة.
ظلّ خصوم الكتائب اللبنانية ثمانين سنة يتهمون الحزب اليميني العريق بالحزب الفاشي، ولم يخطر في بال الشيخ المؤسس ولا في بال الحفيد «المؤسسة» أن يقدما دعوى قدح وذم في وجه مشوهي صورة حزب العائلة الديموقراطي الإجتماعي.
وحده جبران جرجي باسيل، انتفض و «اندقر» و «انجرحت» أحاسيسه من وصف الإعلامية ديما صادق تياره بـ»النازي» و»العنصري» على خلفية اعتداء عناصر تيّارية على الشاب زكريا المصري في جونيه ورميه في المجارير، بحسب تغريدة لصادق قبل ثلاثة أعوام، سمع المعتدى عليه من المعتدين جملة عنفوانية معبّرة:»عون تاج راسك وراس طرابلس».
كل من يجرؤ وينتقد العماد ميشال عون، يسمع ويقرأ مثل هذا الكلام، مني وجرّ. أما الرمي بالمجارير فامتياز.
بالعودة إلى موضوع الحكم الجائر في حق الزميلة ديما صادق فقد وُصف بـ»المعيب» و»غير المسبوق» و»التعسّفي». وحده «التيار الوطني الحر» هلّل ورفع البخور أمام سيف العدل. ما يجدر التوقف عنده أنّ صادق ليست أول من اتهم «التيار الوطني» بالعنصرية، كثيرون من رأيها وسبقوها بأشواط، ومنهم الدكتور سعود المولى الذي قال في حديث صِحافي عام 2019 «جبران باسيل جزء من موجة اليمين العنصري ولا يعبّر عن المسيحيين!» وغيره أفاض أكثر، لكن جبران اختار استهداف صادق مستقوياً بقضاء غبّ الطلب. وللعدل يجب الإعتراف أنّ لكل فريق سياسي قضاءه المستعجل، وإلا ما معنى عدم ملاحقة جهاد نجل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية اللبنانية الذي خاض حملة إهدار دم صادق بعد تغريدة لها من العيار الثقيل؟
بعد الحكم الجائر جاء الموقف الفاتر من وزير الإعلام الذي أعلن وقوفه إلى جانب استقلالية القضاء وحرية التعبير. ظنّ أنه بتغريدة طوباوية أدّى قسطه للعلى. لو كان غازي العريضي مكان مكاري تُرى هل كان ليتخذ الموقف نفسه؟
عماد موسى