أوكرانيا تقترب من حلف الأطلسي وتوجيه رسالة تحذير إلى الصين

اتخذ حلف شمال الأطلسي (الناتو) في قمة تاريخية، مجموعة من القرارات تسهل عملية انضمام أوكرانيا إلى الحلف العسكري، في رسالة قوية من شأنها أن تثير مزيداً من القلق والغضب في موسكو.

فخلال مؤتمر صحافي، عقد في العاصمة الليتوانية فيلنيوس حيث تجري قمة الناتو، أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أمس الثلاثاء، أن الحلفاء وافقوا على حزمة من ثلاثة عناصر لتقريب أوكرانيا أكثر نحو الناتو، تنطوي على برنامج جديد للمساعدة متعدد السنوات لتمكين أوكرانيا من الانتقال من المعايير السوفياتية إلى معايير الناتو للمساعدة في إعادة بناء قطاع الأمن والدفاع ولتغطية الحاجات المهمة، إضافة إلى تدشين مجلس جديد لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا (الناتو-أوكرانيا) الذي سيعمل بمثابة منتدى للمشاورات في شأن الأزمات واتخاذ القرارات، وانطلق الاجتماع الافتتاحي له اليوم الأربعاء، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وثالثاً قال ستولتنبرغ “نعيد التأكيد أن أوكرانيا ستصبح عضواً في الناتو ووافقنا على إزالة شرط خطة عمل العضوية. وسيؤدي ذلك إلى “تغيير مسار عضوية أوكرانيا من عملية من خطوتين إلى عملية من خطوة واحدة”، وفق الأمين العام للحلف. وأضاف “أوضحنا أننا سنصدر دعوة لأوكرانيا للانضمام إلى الناتو عندما يتفق الحلفاء ويتم استيفاء الشروط. هذه صفقة قوية لأوكرانيا ومسار واضح نحو عضويتها في الناتو”. وأضاف ستولتنبرغ أن “الحلفاء اتفقوا على الخطط الدفاعية الأكثر شمولاً منذ نهاية الحرب الباردة، وهي مصممة لمواجهة التهديدين الرئيسين بالنسبة إلى الناتو وهما روسيا والإرهاب”، كما اتفق قادة حلف الأطلسي على خطة العمل الجديدة للإنتاج الدفاعي التي ستؤدي إلى تسريع المشتريات المشتركة وتعزيز قابلية التشغيل البيني وتعزيز الاستثمار والقدرة الإنتاجية.

الإنفاق الدفاعي

وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف، وافق الأعضاء على زيادة الإنفاق الدفاعي، حيث أشار الأمين العام للحلف إلى أن أحدث التقديرات تشير إلى أن الإنفاق الدفاعي للحلفاء الأوروبيين وكندا سيرتفع إلى 8.3 في المئة بحلول عام 2030، هي أكبر زيادة منذ عقود، مضيفاً أنه “بدءاً بعام 2014، سيكونون قد استثمروا 450 مليار دولار أميركي إضافية في الدفاع”. وتابع “وصل 11 من الحلفاء الآن إلى معيار ثلاثة في المئة أو تجاوزوه، ونتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير العام المقبل. اليوم، تعهد الحلفاء باستثمار ما لا يقل عن اثنين في المئة من إجمالي الناتج المحلي سنوياً في الدفاع، والقيام بمزيد من الإجراءات العاجلة للوفاء بالتزاماتهم”.

رسالة للصين

وفيما بدا كرسالة تحذير غير مباشرة للصين، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إنه “في حين أن الصين ليست خصماً وعلينا أن نواصل التعاون معها، لكن عدم اليقين المتزايد تجاه بكين يؤثر في أمننا”. وأضاف أن الصين تمثل تحدياً بشكل متزايد، إذ “تتحدى قواعد النظام الدولي وترفض إدانة الحرب الروسية ضد أوكرانيا… و(تثير التوتر) تجاه تايوان، وتقوم بحشد عسكري كبير. التحديث النووي الصيني غير مسبوق من حيث السرعة والحجم ويتم تنفيذه من دون شفافية. اتفق الحلفاء على مواصلة العمل معاً للحماية من السلوك القسري للصين”.

وخلص ستولتنبرغ إلى الحديث عن لقاء، اليوم الأربعاء، الذي يجمع قادة الناتو وشركاءهم من منطقة الاندوباسيفك، أي أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، قائلاً “لأننا أقوى وأكثر أماناً عندما نقف معاً”.

امتعاض صيني

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحافية دورية، اليوم الأربعاء، إن الصين تطالب حلف شمال الأطلسي بالتوقف عن الاتهامات التي لا أساس لها والتصريحات الاستفزازية ضدها.
جاءت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين رداً على سؤال بخصوص بيان مشترك لحلف شمال الأطلسي وجه انتقادات شديدة إلى الصين منها أن بكين تشكل تحدياً أمام مصالح التكتل العسكري وأمنه.

اندبندنت

مقالات ذات صلة