زوكربيرغ يلقّن المستخدمين درسا!

نشر الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ مؤخرًا صورة عائلية كسبت الكثير من التفاعل بسب إخفاء مؤسس فيسبوك لوجوه أبنائه لحماية خصوصيتهم رغم أنه يملك منصة لمشاركة الصور، ليتساءل الكثير من المستخدمين عن مصير خصوصيتهم.

وانتقد مستخدمون مالك منصتي فيسبوك وإنستغرام ووصفه البعض بالنفاق، واعتبروا أن لديه مخاوف بشأن خصوصية أطفاله على الإنترنت، رغم إنشائه لمنصات تسمح للملايين من الآباء الآخرين بمشاركة صور أطفالهم. خصوصا أن ميتا واجهت العديد من الاتهامات بسرقة المعلومات الشخصية من المستخدمين أثناء استخدامهم لمنصات التواصل الاجتماعي التابعة للشركة.

وقالت شبكة “سي.أن.أن” إنه أصبح هناك توجه لدى العديد من المشاهير لطمس صور أبنائهم، واستخدام صورة تعبيرية بدلا من الوجوه.

وتسبب زوكربيرغ بإعادة المخاوف للكثير من الآباء والخبراء من مخاطر مشاركة الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشمل هذه المخاطر تعرضهم لسرقة الهوية، وتقنية التعرف على الوجه، وإمكانية إنشاء سجلات إنترنت للأطفال تستمر معهم حتى وهم كبار.

وقالت ألكسندرا هاملت، وهي أخصائية نفسية في مدينة نيويورك تتابع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين الشباب، “إن زوكربيرغ ربما يريد أن يقول إن مسؤولية الحماية على الإنترنت تقع على عاتق المستخدمين”.

بدورها، ترى ليا بلونكيت، مؤلفة كتاب “Sharenthood” أن حجب وجوه الأطفال يمنحهم قدرة أكبر على سرد قصصهم الخاصة بأنفسهم، وقالت “في كل مرة تنشر فيها شيئا عن أطفالك، فإنك تحد من رواية قصصهم الخاصة بشأن من هم ومن يريدون أن يصبحوا”.

وأضافت بلونكيت أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها لتتبع تغيرات الوجه بمرور الوقت، وقد تصبح قادرة في المستقبل على ربط أيّ طفل، حتى الرضع منهم، بصور لهم وهم كبار.

وخلصت إلى أنه في الوقت الحالي لا يزال العبء يقع على عاتق الآباء والأجداد والمدربين والمعلمين وغيرهم من البالغين الموثوق بهم للحد من مشاركة صور الأطفال عبر الإنترنت أو الامتناع عنها.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال نشرت تقريرا، الشهر الماضي بالتعاون مع باحثين، كشف أن خوارزميات إنستغرام تساعد في ربط الأشخاص الذين يشتهون الأطفال جنسيا، وحسابات بيع المحتوى الجنسي للأطفال.

ويؤكد المتخصصون أنه عندما يواجه البالغون الذين يوافقون على التواجد على المنصة العديد من الجوانب المظلمة من هذه المساحة الرقمية، فإن الأطفال هم الأكثر عرضة للجانب المظلم.

وقضت بلانكيت سنوات في دراسة الطرق التي يؤثر بها استخدام الآباء للتكنولوجيا الرقمية على الأطفال. ونشرت مقالا بمجلة “فاست كومباني” الأميركية بصفتها أستاذة قانونية وجزءًا من فريق الشباب والإعلام بمركز بيركمان كلاين للإنترنت والمجتمع بجامعة هارفارد.

واستعانت الكاتبة بمثال بيتر بان، وهو صبي غير حقيقي سيواجه لحظات مبهمة في حياته إذا نشر والداه جميع تفاصيل حياته.

وبيّنت أنه يمكن تتبع لحظات حدوث الحمل ومراحله من خلال تطبيق الخصوبة. فضلا عن ذلك، يمكن أن تنشر والدته صور الموجات فوق الصوتية وفيديو المخاض والولادة على حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن اسمه الكامل وتاريخ ميلاده ووقته وموقعه والكثير من التفاصيل.

وكذلك تتبّع فترة تعليمه الأولى من خلال التطبيقات والألعاب الذكية المتصلة بقاعدة بيانات على الإنترنت. ومن المحتمل أن أبويه سيسجلانه بمعسكر صيفي من خلال بوابة إلكترونية تطلب منهما استخدام برنامج التعرف على الوجه. وعندما يقرر والداه أنه بلغ العمر المناسب لركوب دراجته بنفسه، قد يعطيانه ساعة ذكية تتيح له إرسال الرسائل إذا احتاج إلى المساعدة، وتسمح لهما بتتبع موقعه.

وستشق معلوماته الشخصية من الدراسات الاستقصائية التي يلج إليها عبر الإنترنت طريقها إلى وسطاء البيانات.

لاحقا، يمكن معالجة طلب بيتر لدخول إحدى الجامعات من خلال برنامج رصيد رأس المال الشخصي الذي يستخدم بيانات تعود إلى فترة الحمل والمراهقة لتوقع فرص نجاحه بالفصول والمناهج الدراسية، والعمل في المستقبل.

وكشفت صحيفة نيويورك بوست عن التجارب المروّعة للآباء الذين شاركوا صور أطفالهم على وسائل التواصل.

وبحسب التقرير، أشار المستخدمون إلى أن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي بما في ذلك يوتيوب، غالبًا ما تجعل المنشورات أو مقاطع الفيديو المتعلقة بأطفالهم تنتشر بسرعة. كما كشف بعض المستخدمين أن عرض وجوه أطفالهم جعلهم أهدافًا لسرقة الهوية، حيث يمتلئ الإنترنت بأفراد ضارين، ويمكن أن تعرّضهم مشاركة صور أطفالك لأشكال مختلفة من الاستغلال.

العرب

مقالات ذات صلة