أجانب الدوري: صفقات غير محسومة وتجارب بالجملة
من كل القارات، وصلوا إلى لبنان للانضمام إلى فرق الدوري اللبناني، الذي ينتظر كثيرون أن يشهد ارتفاعاً أوتوماتيكياً في المستوى الفني، بحكم وجود 4 أجانب لدى كل فريق على أرض الملعب. لكن هذه المسألة منوطة طبعاً بمستوى اللاعبين الأجانب، الذين ستستقدمهم الفرق ومدى انصهارهم في تشكيلاتها، والأهم تأقلمهم مع المتطلبات الفنية والأجواء العامة للبلاد.
الأكيد أن نجاح العنصر الأجنبي ليس مضموناً، وهو ما تعرفه الفرق من خلال تجاربها السابقة، والدليل هو العدد القليل من اللاعبين الأجانب الذين صمدوا منذ الموسم الماضي، وسيستمرون مع فرقهم في الموسم الجديد. وهذا الأمر دفع غالبية فرق دوري الأضواء إلى العودة للسير على درب التقليد القديم، عبر تجربة أجانب بالجملة أحياناً، وهي الخطوة التي اعتادوا عليها قبل الأزمة الاقتصادية التي حرمتهم من اللعب بأجانب لفترة غير بسيطة، ثم إلى عدم قدرتهم على تأمين المال اللازم لاستقدام عددٍ منهم من الخارج من أجل تجربتهم قبل التوقيع معهم.
المبلغ يحدد المستوى
أما الأكيد أكثر أن مستوى الأجانب سيكون مختلفاً بين فريقٍ وآخر، بالنظر إلى القدرات المادية المختلفة للفرق، وهي نقطة تبدو واضحة مثلاً في تعاقد العهد مع الهداف الإسكتلندي لي إروين الذي سيستمر مع الفريق، بينما اختار المدرب السوري رأفت محمد الذهاب نحو الملاعب العربية لتعزيز صفوفه، فكان أن ضم مواطنه محمد المرمور، ولا يزال يأمل في حسم صفقة الدولي السوري الآخر محمد الحلاق، وذلك بعدما ضمن التحاق الظهير الأيسر الأردني ومحمد أبو حشيش بفريقه قادماً من الزوراء العراقي.
وعلى غرار العهد، سيكمل هداف الدوري في الموسم الماضي السنغالي الحاج مالك تال عقده مع الأنصار الباحث عن جناحٍ أيمن أجنبي، والذي ينتظر المدافع المالياني دامبي يعقوبو للحلول مكان مواطنه إيشاكا ديارا المنتقل إلى الدوري الإندونيسي بعد موسمين في لبنان، وذلك في وقتٍ نقلت فيه مصادر لـ «الأخبار» معلومات عن أن استغناء “الأخضر” عن لاعب الوسط – المهاجم الجزائري فوضيل إدريس، والذهاب نحو التفاوض مع جناح أيمن تونسي، بينما لا يزال أمر اللاعب الأجنبي الرابع قيد الدرس.
الأمر عينه قد يحصل في النجمة في ما خصّ اللاعب الأفغاني أوميد بوبالزاي غير المحسوم وضعه بحسب المعطيات، ما قد يدفع الجهاز الفني إلى البحث عن بديل في خضم بحثه أيضاً عن أجنبي يمكنه شغل مركز الجناح الأيمن، وذلك بعد استقدامه لاعب الوسط – المدافع البرتغالي غيلسون دا كوستا، ومواطنه رأس الحربة جوزيه ألبرتو إيمبالو، لكن أيّاً منهما لم يصل عقده إلى مكاتب الاتحاد اللبناني حتى الآن، رغم أن المدرب البرتغالي باولو مينيزيس ذكر أنه يريدهما معه.
تجارب بالجملة
بدوره، كان البرج قد نشط باكراً في ملف الأجانب بخطفه التونسي حسام اللواتي، وهي صفقة ممتازة بالنظر إلى ما قدّمه الأخير منذ وصوله إلى الأنصار. كما ضمّ المدافع السوري المعروف احمد الصالح، ويعمل على تجربة المهاجم السنغالي ديدييه كامارا وينتظر وصول مهاجمٍ آخر من السنغال، إضافةً إلى لاعب ارتكاز من سيراليون، وهو الذي جرّب المهاجم المصري صالح نصر من دون أن ينال رضا الجهاز الفني، وكذلك الغاني ديريك أوتانغا الذي لم يقدّم الأداء المطلوب في كأس الاتحاد.
وليس بمكانٍ بعيد، يبدو جاره شباب الساحل مقتنعاً بضمّ المدافع البرجي السابق الغاني ريتشارد بافور ليكون إلى جانب النيجيري أندرو ايكيفي في خط ظهر الفريق الذي قد يلعب بثلاثة أجانب فقط هذا الموسم، وهو يخضع للتجربة المهاجم العاجي كريس ياهوري الذي في حال نال إعجاب المدرب الصربي دراغان يوفانوفيتش فإنه سيضمّه إلى الفريق الأزرق.
مستوى الأجانب سيكون مختلفاً بين فريقٍ وآخر بالنظر إلى القدرات المادية المختلفة للفرق
هذا واستمر الحكمة في سياسة الاعتماد على الأفارقة، وخصوصاً السنغاليين منهم وهم المدافع سيدو بيه والمهاجم بوكونتا سار وأدرامي ديالو الذي سيشاركه خط المقدّمة بعدما ظهر في الموسم الماضي مهاجماً خطراً مع الصفاء، على أن يموّن هذا الثنائي البرازيلي فينيسوس كالاماري الذي تميّز أيضاً بشكلٍ كبير مع السلام زغرتا، فاستغل الحكمة سريعاً هبوط الأخير إلى الدرجة الثانية لخطف توقيعه.
تحديات كثيرة تنتظر «الأخضر» هذا الموسم، أوّلها تقديم أداء ثابت وأفضل من الموسم الماضي، وثانيها عودة «دربي الأشرفية» مع جاره الراسينغ الصاعد مجدداً إلى الدرجة الأولى، والذي قدّم لاعب الوسط الصربي لازار أرسيتش في كأس الاتحاد حيث هناك أرجحية لضمّه إليه نهائياً، وهو ينتظر أيضاً لاعب وسط برازيلي في الأيام القليلة المقبلة، ويبحث عن مهاجمٍ هداف بين البرازيل والقارة الأفريقية.
طريقٌ مختلف مقارنةً بذاك الذي سلكه الصفاء الذي ذهب نحو المدرسة الأوروبية متأثراً بوصول مديرٍ فني هولندي للإشراف عليه، فكان أن ضمّ لاعب الوسط يوردي بروين الذي سبق أن لعب في دوري بلاده مع فريقين معروفين هما هيرينفين ونيميغن، وأيضاً مواطنه المدافع يوهان كابلهوف القادم من الدوري الأميركي، بينما يتردد أنه سيضم إليهما المهاجم الألماني ماركو رينهاردت.
حراك وجمود جنوباً
جنوباً، تبدو الصورة مختلفة في أروقة ممثّلي المحافظة، إذ إن الشباب الغازية يعمل على تجربة أربعة لاعبين حالياً هم لاعب الوسط النيجيري نور الدين باري، المهاجم الغاني كريس نواتا ومواطنه المدافع بين غييبي ولاعب الوسط الإيفواري بيسمارك أسانتي لاختيار اثنين منهم وإكمال عقد لاعبيه الأجانب، إذ سبق أن جدّد عقد المدافع الغاني إيزرا أملينسا، وضمّ المهاجم النيجيري حامد عبد الحميد.
في المقابل لم يقم التضامن صور بأي تحرّك حيث يبدو مكبّلاً بسبب القضية التي رفعها عليه البوسني شريف هاسيتش الذي كان قد انضم إليه في الصيف الماضي للعب معه، لكن سرعان ما افترق الطرفان، ما دفع اللاعب لتقديم شكوى إلى «الفيفا» الذي أقرّ وجوب دفعه ما يقرب من الـ 30 ألف دولار، ما أدخل «سفير الجنوب» في أزمةٍ، وهو الذي يعاني مالياً أصلاً.
هذا وفي ظل ورشة كبيرة قام بها الأهلي النبطية الوافد الجديد إلى الدرجة الأولى بتعاقده مع 14 لاعباً محلياً، فقد أبقى على لاعب وسطه النيجيري جورج إيجه، وضمّ إليه مواطنه قلب الدفاع أوبالييه براون، والمهاجم السنغالي بايي بادجي، بانتظار وصول مدافع غاني أيضاً للالتحاق به.
ختاماً مع طرابلس الذي اعتمد مبدأ ضم لاعبين أجانب يعرفهم فكان أن اتفق مع مهاجم السلام السابق البرازيلي جيرونيمو دا سيلفا، ومدافع الفريق الزغرتاوي النيجيري إينوسنت جيمس، وأبقى على لاعبه الأردني سيلمان أبو الزمع، وأضاف إليهم السوري شريف السباعي الذي سبق أن دافع عن ألوان جاره الاجتماعي.
شربل كريم- الاخبار